صديقك، أول من تسأله دائمًا، ويجيبك، يفهمك حتى وإن لم تسعفك كلماتك، يستقبل ثُلث سكان العالم يوميًا، لكنه يرحب بكل واحد منهم، وكأنه زائره الوحيد، كريم الضيافة، لا يرضي شهيتك بمشروبٍ أو كعكة، لكنه يرضي شهية عقلك، التي من الصعب إرضائها، هو دائمًا بالجوار، إنه جوجل، محرك البحث الأشهر والأكثر استخدامًا حول العالم، لكن الغريب، أن مفارقاتٍ عدة هي من صنعت ذلك المحرك، يعددها «المصري لايت» في هذا التقرير.
بيدج وبراين
مؤسسا «جوجل» هما لاري بيدج، وسيرجي براين، اللذان بدءا العمل على المشروع أثناء دراستهما، في جامعة ستانفورد، لكن مقابلة الصديقين جاءت بمحض الصدفة، حيث تقابلا في حفلة تعارفٍ للطلاب الجدد بالجامعة، وطُلب من «براين» أن يأخذ «بيدج» في جولة لتعريفه بالجامعة، ومن هنا بدأت الصداقة التي أنتجت أشهر وأهم محرك بحث على الإنترنت.
ليس google
إذا فكرت في معنى كلمة google لن تصل لمعنى معين أو أصلٍ للكلمة، لم يكن ذلك الاسم بدافعٍ عشوائي من المؤسسين، لكنه فقط خطأ في التهجئة، فالاسم الذي تم الاتفاق عليه كان googol والذي يعني رقم واحد وأمامه 100 صفر، في إشارة إلى الكم الهائل من نتائج البحث الذي يعطيها المحرك، لكن لخطأ في التهجئة تغير الاسم إلى ما هو عليه الآن google.
في 2006، تضمن قاموس أوكسفورد، «جوجل» بين كلماته، لذا إذا فتحت القاموس وبحثت عن google، ستجد ذلك التعريف «فعل يعني البحث عن معلومات حول شخص ما أو شيء ما عن طريق الانترنت باستخدام محرك البحث جوجل».
مكعبات الليجو
الصديقان اللذان بدءا مشروعهما بتكلفة محدودة كونهما طالبان لا يستطيعان تحمل نفقات عالية، ومع توسع المشروع وحاجته لتكاليف وأجهزة أكثر لا يستطيع جهاز كمبيوتر واحد استيعابها، فقد رأى الصديقان أن شراء أقراص التخزين مفردة يوفر أموالًا أكثر، ويعطيهم سعة تخزينٍ أكبر، لذا كانا يشتريان أقراص التخزين ويضعونها في هيكلٍ صنعوه من مكعبات الليجو، كي يضمها جميعًا، وكانت سعة تخزين قاعدة بيانات جوجل حينها 10 أقراص صلبة بسعة 4 جيجا بايت للواحد، الآن يصل حجم بيانات جوجل إلى 100 مليون جيجا بايت، وبالرغم من هذا، لم يتخل المؤسسون عن مكعبات الليجو، التي أصبحت جزءًا من ديكور المؤسسة.
سر الواجهة البسيطة
برغم أن مؤسسة «جوجل» يعمل بها حاليًا أعظم المبرمجين حول العالم، إلا أن مبرمجيها في البداية كانوا لا يجيدون لغة HTML، بشكل جيد، وهي إحدى لغات البرمجة، حتى أنه في البداية لم يكن هناك من زرٍ باسم «ابحث – search»، وكان يتعين على المستخدم ضغط زر «إدخال» في لوحة المفاتيح enter لبدء عملية البحث، ضعفهم ذلك في لغة HTML، شعل واجهة جوجل تظهر بشكل بسيط، بعيدًا عن إضافاتٍ عجز عنها فقرهم في لغة البرمجة، لكن ذلك العجز انعكس ليكون نقطة إيجابية، فالواجهة البسيطة تلك، هي سبب في جعل «جوجل» من أكثر المحركات سهولة ومرونة الآن.
غلطة «ياهو»
في بداية المضروع، وللتكلفة الباهظة، وعدم اليقين بالنجاح، عرض مؤسسا جوجل على شركة «ياهو» شراء محرك البحث الذي كان رائداً في ذلك الوقت، لكن إدارة «ياهو» رفضت العرض، ولكن بعد النجاح الكبير لـ«جوجل»، انقلبت الأوضاع، ففي عام 2002 عرضت «ياهو» أن تشتري «جوجل»، بمبلغ 3 مليارات دولار، لكن هذه المرة إدارة «جوجل» هي من رفضت، والآن يبلغ ثمن «مؤسسة جوجل» نحو 400 مليار دولار.
المصري اليوم