كان موقع (سي بي سي) نشر نهاية العام المنصرم (2013م) ما اعتبرها أهم ستة تصريحات سياسية تحولت بفعل نفاذها (سلباً أو إيجاباً) إلى ما يُشبه (الأمثال الشعبية) التي يتداولها المواطن العادي في سخريته اليومية، وعلى رأسها تلك التصريحات ما دفع به الرئيس المصري المعزول (مرسي)، حين أشار إلى أن القانون الأمريكي يمنع قيادة السيارات تحت تأثير الخمر أو المخدرات بقوله: (Gas and alcohol dont mix).
لم يسلم أحد تصريحات الفريق السيسي من تصنيف (سي بي سي) ضمن أكثر التصريحات إثارة للسخرية، إذ قال في أحدى (مصر أم الدنيا وحتبقى أد الدنيا)، فأصبحت العبارة شعاراً لداعمي ترشحة للرئاسة.
لكن أكثر تلك التصريحات التي (فقعت) أحشاء من سمعوها من الضحك، ذاك الذي أطلقه رئيس الحكومة الجزائرية (عبد المالك سلال) حين قال (إن عدد الفقاقير في ارتفاع بالصحراء)، ما أثار موجة سخرية عارمة على هذا (الجمع الرئاسي الكريم) لـ (فقير)، على (فقاقير) بدلا من فقراء، قبل أن يصدر مكتب السلال بياناً توضيحياً بأن الرئيس لم يكن يتحدث عن الفقراء بل عن آلة ري نخيل تقليديه تستخدم في الصحراء تُسمى (فقارة)، ورغم هذا التوضيح فإنّ كلمة (فقاقير) وجدت رواجاً كبيراً حتى صارت تستخدم كلما صدر خطأ لغوي من مسؤول كبير.
ومن أهم تلك (الفقاقير) أن وزير الخارجية التونسي السابق رفيق عبد السلام قال في (فقارة) تلفزيونية (تصريح) في أعقاب غرق قارب كان يحمل مهاجرين إلى إيطاليا، أن جهودنا أسفرت على العثور على ثلاث جثث، لكنها للأسف كانت في حالة وفاة.
وأنا أجول بمتعة بالغة بين كل تلك (الفقاقير) الرسمية، خاصة تلك الأخيرة التي من لدن (عبد السلام)، كتبت رسالة قصيرة إلى موقع (سي بي سي)، استحثه على تنصيبي راصداً لتصريحات السياسيين السودانيين (حكومة ومعارضة وحكومة ظل)، نظير راتب ضخم بـ(الدولار)، إذ أنني سأرفد الموقع بما يجعل (فقاقير) مرسي، السيسي، السلال، وعبد السلام، فقيرة حد العدم.
الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي