(1)
الذي يتبادر إلى الأذهان فور الإعلان عن الطرق منتهية الصلاحية.. ماهو (العمر النصفي) لأي طريق.. والذي من بعده تبدأ الصيانة؟.. فتأتي الإجابة صادمة وهي 30 عاماً، قبلها لا يحتاج إلى أية صيانة، لكن هنالك بعض الدراسات تشير إلى أن الصيانة يمكن أن تبدأ بعد (10) سنوات من بداية استخدام الطريق.. فمتى كان تشييد هذه الثلاثة آلاف كيلو متر حتى تتعرض للنهاية ويرفع عنها تقرير صادر من وزارة الطرق بأنها في حاجة للصيانة، في حين أن هناك أخرى يبلغ طولها (1400) تحتاج للصيانة العاجلة.. هذا يعني تكلفة جديدة وحساب للميزانيات، مع العلم أنه ليس الطرق الرئيسة وحدها تعاني من رداءة الرصف، لكن حتى الطرق الداخلية والمتواجدة داخل المدن، بل وداخل الأحياء السكنية تنتهي صلاحيتها فور الانتهاء من رصفها بالكامل في إشارة تامة لرداءة العمل وعدم خبرة العاملين في حقل الطرق والنقل، وربما لعدم جودة المواد المستخدمة في رصف الطرق أو لأسباب أخرى.
(2)
في هذا الإطار جلست اليوم التالي إلى المهندسة (سلمى حاج علي)، مهندس طرق، والتي ذكرت أن الاهتمام برصف الطرق يعد من المكاسب الاقتصادية. حيث يعد نظام الصيانة الفعالة جزءً من المحافظة على استثمار رأس المال، وذلك عن طريق دوام عمر الرصف إلى العمر التصميمي للطريق، والإبقاء على الحركة المرورية مفتوحة.. ومن هنا تبرز الحاجة لإنشاء وتطوير النظام المعني بالصيانة بطريقة عملية تهدف إلى الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة وتخفيض تكاليف الصيانة قدر الإمكان، لكن في حالة الصيانة الدائمة يمكن أن يخدم الطريق لمدة تصل إلى 25 سنة مع وجود العديد من الزيارات الميدانية وجمع البيانات حول العيوب وأخذ العينات التالفة وتحليل هذه العينات لاستنتاج البيانات والأسباب التي أدت إلى تلف الطريق، لكن لا تتم معالجة الطريق بهذه الكيفية، فبعد إنشاء الطريق يتم إهماله كليا ونفاجأ بوجود العديد من التصدعات والشقوق التي تؤدي بعد فترة إلى تلف الطريق بصورة كلية وعادة ما تكون الأسباب وراء انتهاء الطريق قبل المدة المحددة له.. والإهمال يحدث إما أثناء إنشاء الطريق أو بعد اكتمال العمل فيه نتيجة لسوء الرص أو سوء المواد المستخدمة فيه أو عدم النظر في أمر تصريف المياه في الطريق أو في جوانب الطريق، كل هذه الأسباب لا تؤخد بعين الاعتبار.
اليوم التالي
خ.ي