هويدا سر الختم : يموت الإنسان مرة واحدة بقدر مسطر من الخالق.. ولكن شتان الموت (جيفة) والموت في سبيل قضية تحقق أهداف ومبادئ وتأسس لوطن مترع بالخير وكيان يتوارثه الأجيال..!!

[JUSTIFY]قضية أهلنا المناصير بيعت كما الوطن.. ضاعت مجاهداتهم في ميدان الاعتصام لأكثر من مائة يوم استطاعوا خلالها أن يحققوا استقطاباً شعبياً وسياسياً ودولياً.. وشكلوا ضغوطاً على الحكومة كادت تحقق لهم جميع مطالبهم وربما أكثر.. غير أن الحزب الحاكم الذي لا يؤمن بأحقية أي مواطن في أي شيء في الوطن إلا ما جادت به يداه و(بشروطه).. استطاع أن يستخدم أسلوبه المعهود في شق الصفوف (سياسة فرق تسد).. بعض القيادات انصرفت إلى مصالحها العليا.. وركب بقية المناصير الثائرين (التونسية).. في طريق العودة إلى أرض بلا زرع أو ضرع.. وليتها كانت لهم.. هنا في الخيار المحلي أم هناك في المكابراب (أرض الجعليين).. أخشى أن يصبح عليهم يوم يجدون أنفسهم بلا وطن (صغير أو كبير).. حتى النزوح لولاية الخرطوم أصبح ثمنه باهظاً في السكن والمعيشة.. وهؤلاء القوم أصلاً يختلفون عن الجميع في ارتباطهم بالأرض وبوطنهم الصغير.. لن يرتضوا التشريد ولن يحملوا بطاقة (نازح).. حتى شعاراتهم التي كانت تردد في الاحتجاجات (الأرض هي العرض) ونحن في السودان عامة وفي (ديار منصور) بخصوصية عرف بها هذا الشعب لن نترك عرضنا تطأه أقدام (المتنمرين) وأصحاب المصالح الشخصية.. والحزب الحاكم يعلم جيداً من هموا (المناصير).. مهما طبخت الأجندة لتشتيتهم وتشريدهم.. غداً يلتئم شمل المناصير.. وستعود (ديار منصور) مكتملة بكل المناصير في أرض واحدة في الخيار المحلي.. أو الخيار الأفضل الذي يحدده أهلها..!

شباب قبيلة المناصير (الموقدين نار).. هم الآن الأمل الأكبر في رسم حدود وطنهم.. فالقضية ليست قضية من يمتلك منزلاً ومزرعة في أراضي كتب عقدها بقلم الرصاص.. هي قضية وطن تفرق أهله بين القبائل.. أرجعوا إلى أراضيكم وقبيلتكم سيادتها المغتصبة.. البسطاء منكم يحتاجون إلى وعي الفئة المستنيرة.. بموجب كل الدساتير التي كتبت وبموجب دستور السودان الدائم الذي لم يكتب بعد وحتماً سيكتب لكم أراضيكم ولكم حياة كريمة تجمعكم في أرض واحدة تستمتعون فيها بكل الخدمات والفرص المتساوية مع الجميع.. لا يملك أحد مهما تتدثر بالسطات وبمليشيات البطش المدججة بالسلاح من التعدي على حقوق مواطنين سودانيين لهم تاريخهم ونضالهم في هذا الوطن.!
يموت الإنسان مرة واحدة بقدر مسطر من الخالق.. ولكن شتان الموت (جيفة) والموت في سبيل قضية تحقق أهداف ومبادئ وتأسس لوطن مترع بالخير وكيان يتوارثه الأجيال.. قبائل كثيرة في السودان مات شبابها في سبيل رفعتها والمحافظة عليها ولا أقل منهم مكرمة قبيلة المناصير.. جاهدوا كغيرهم من أبناء الشمال والشرق والغرب.. المناطق المهمشة.. وعاشوا ظروفاً صعيبة في انتظار الحاكم العادل.. ولكنهم (سبوا) من قبل (المدسترين) في سكنتهم ومعاشهم وتطاول عليهم (قصار القامة) وأصبح يفتي في أمرهم (الرويبضاء).. يمنون عليهم بحقهم في الثروة والسلطة والعيشة الكريمة.. من منهم أتى للسلطة من فيلا فاخرة ويركب عربة (ولو نص كم).. غداً يعود كل فرد إلى حجمه الطبيعي، بل دون ذلك درجات (وتعود لصفصاف بعد الشيب أيام الشباب.. ويغرد الحسون فوق غصونه بدل الغراب).

صحيفة الجريدة
ت.أ

[/JUSTIFY]
Exit mobile version