من الأخبار التي لفتت نظري أن ولاية نهر النيل قالت إنها تستثمر الآن في إنتاج لحوم طائر «السمان».. وقد عرضت تجربتها أمام وفود من سوريا وتركيا.. وقال السيد عابدين بابكر رئيس دائرة الثروة الحيوانية بالولاية: «لحوم طائر السمان تمتاز بمذاق طيب.. وقيمة غذائية كبيرة..» حقيقة أول مرة أعرف بطائر السمان هذا في عنوان رواية لنجيب محفوظ تحولت إلى فيلم تحت عنوان السمان والخريف.. وفي القاهرة كانت تباع لحوم العصافير وكانت صغيرة الحجم بيد أن بعضها كان كبير الحجم نسبياً فسألت البائع عنه فقال إنه طائر السمان.. وتذوقت طعمه وهو أقرب للحوم الحمام وفعلاً طيب المذاق بيد أنه مدهن نسبياً.. وعندما كنا صغاراً كنا نصطاد القمري ونشويه ونأكله لكنه كان صغير الحجم ولا يُشبع..
حقيقة أن الخبر لفت نظري بسبب أننا نعتمد في غذائنا على أنواع محدودة من اللحوم.. فمثلاً رغم أن لحم الجمل يعتبر غذاء أساسياً لدى شعوب كثيرة لكنه لا يدخل ضمن اللحوم التي نستهلكها رغم أن معظمنا يحب أكل كبدة الإبل.. أيضاً لو دخل لحم الجمال في استهلاكنا.. يخفف الضغط على لحوم الضأن والأبقار..
كذلك نحن نحجم عن أكل لحوم البط والأوز ولا نأكل بيضه لأسباب مزاجية أو لعدم التعود على أكل لحومها.. وأشينت سمعة البط بأن أنثاه تحيض مثل المرأة لذلك يعاف الناس أكله ولا أدري صحة ذلك ولكن ليس فيه منطقية.. فكل الحيوانات الخراف والأبقار تلد مثل الأنثى وذلك لم يمنع من أكل لحومها..
كذلك رغم أنه طعام الطبقات الراقية لا نأكل لحم «ديك الروم» وعند شعوب يسمى الديك الحبشي وبعض المزارع السودانية تربيه لبيعه للأجانب لكنه لا يدخل ضمن غذاء عموم المواطنين ربما..
بسبب غلاء ثمنه.. لكن لو توسعنا في إنتاجه ربما يقلل ذلك في أسعاره ويصبح متاحاً للجميع..
كذلك نحن لا نأكل لحم الأرانب إلا على استحياء وربما ذلك بسبب الحنية فيقال إن الأرنب يبكي عندما يذبحونه.. لكنه غذاء شائع عند الإخوة في مصر.. ومن أطيب طعامهم «الملوخية بالأرانب».. والأرنب حيوان اقتصادي لأنه ولود.. وسهل التربية فيمكن لو دخل ضمن أنماط الغذاء يفيد أيضاً في تنويع مصادر اللحوم عندنا..
الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]