*شعرت بأن ثمةً شيئاً ما يربطني بالشخص هذا رغم إنني لم أره في حياتي..
*أو رأيت فقط صورته المنشورة مع التحقيق بمعية زوجته..
*فقد استرجعت ذاكرتي فترة قضيتها بالقاهرة قبل سنوات عديدة خلت..
*كان ذلك قُبيل ظهور الإنقاذ ونشوة المشاركة في الانتفاضة لا تزال تغمرني..
*كنت شاباً مفعماً بالطموح الذي أهلني إلى النجاح في وظيفتي قفزاً فوق المراحل..
*وفوق ذلك أستشعر لذة التقيد بأناقة مجال عملي حتى في أيام الإجازات..
*حللت بشقة (فرضها) علي بعض معارفي في المهندسين حيث يقيمون هناك لسنوات طوال ..
*أخبروني بنوع المداعبة التي كانت تجري بينهم وبين مستأجرها السوداني قبلي..
*كانوا يقولون له ضاحكين (من صلاح كِسرة لصلاح قشرة)..
*فهو كان يعمل في صناعة الكسرة ويتأهب للانتقال إلى شقة أخرى بـ(وسط البلد)..
*أما (صلاح قشرة) فهو اللقب الذي أطلقه علي معارفي هؤلاء في مقابل (صلاح كسرة)..
*وما كان يغضب هو من المقارنة (اللفظية) هذه وإنما يرد عليهم ضاحكاً (ح تشوفوا) ..
*وفعلاً (عشنا وشفنا) ما صار إليه كسرة – الآن – وما انتهى إليه حال (قشرة)..
*فذاك نمت (كسرته) إلى أن أضحت – حسب التحقيق – مطعماً ناجحاً..
*وهذا (اتكسر) تحت عجلات (التمكين) دافعاً ثمن مواقف لا يلقي إليها بالاً سميه ذاك..
*وتجسد حالتي حالات الألوف مثلي من (وطنيي) بلادنا..
*ولا أعني من ينتمون إلى (الوطني) وإنما الذين تكسرت على دروع (وطنيتهم) سهام التدجين..
*ولأن ذاكرة شعبنا (خربة) فلن نُفاجأ إن رأينا – غداً – بعض بائعي مواقفهم يدعون البطولات..
*بل نحن نرى بالفعل – الآن- نفراً من قابضي الثمن يقفزون نحو خانة المعارضة بعد (لفظهم)..
*ثم يلعنون الذين ذابوا فيهم – حيناً- وجيوبهم ترتج من أثر (الذي قبضوه) منهم وهم شاكرون..
*وما زلت أعجب من (بجاحة) سادن مايوي يصر على أن هدفه كان التقويض من الداخل..
*والذي يدعو أمثال هؤلاء إلى التذاكي علينا – ربما – (ريالة) يرونها تسيل من جوانب أفواهنا..
*و(قنابير) تتمايل فوق رؤوسنا تُغري باللعب على الحبلين..
*فنحن – في نظرهم – شعب (طيب) و(نساي) و(على نياته)..
*أما (الريالة) التي أتحسر عليها الآن فهي تلك التي كان يمكن أن تسيل من أفواه رواد مطعمي..
*ذلك في حال كنت مشيت في سكة صلاح الآخر عقب (التمكين)..
*وصرت (صلاح كسرة) .
صلاح الدين عووضة- الصيحة