التلاعب بمصير البلاد والشعب من أجل المال والسلطة ينزع من كل متورط شرعية التحدث باسم هذه البلد وهذا الشعب المكلوم.. لعن الله المال الملوث بدماء الشعب وكربتهم ومعاناتهم.. ما هذا الذي يحدث بحق السماء.. الدستور والقوانين أعدت بصورة تأسس لفرعون السودان.. المستقبل الذي يرسمه الدستور القادم عبارة عن (أصفاد) تقيد أهل الوطن وتجعل منهم عبيداً لنفر نصّبوا أنفسهم (أسياد على الشعب) في غياب الضمير والوازع الديني لمن يّدعون شرف حمل قضية هذا البلد..
الشعب يموت ببطء بسبب الإهمال الناتج عن هجر مصالح الشعب وأمنهم.. اذهبوا إلى المستشفيات وتفقدوا قارعة الطريق واقرعوا الأبواب المغلقة على الهوائل ستجدون أجساداً هدَّها المرض والجوع في انتظار الموت، بل يترجونه والبعض ذهب إليه طائعاً مختاراً.. طالعوا ما تحمله الصحف صباح كل يوم من مصائب تضرب قلب هذا البلد في الاقتصاد والتعليم والخدمات والصحة والأمن.. انظروا إلى عملتنا الوطنية أين كانت وكيف أضحت..
ثم انظروا في أعين هذا الشعب.. أين كرامة المواطن السوداني.. أين عزته.. أين شجاعته.. وأخيراً افتحوا قبور ضحايا الحرب ولا تنسوا في تعدادكم عظام الموتى الملقاة في شوارع المدن أرض المعارك والتي لم تجد قبوراً تسترها.. كم ثمن كل هذا.. هل يا ترى بالإمكان توفير المبلغ الذي يمكن دفعه ثمناً لكل هذه الجرائم.. هل كنوز الأرض كلها تستطيع أن تعمي بصر وبصيرة (حزب أو شخص واحد فقط) عن هذه المأساة.. إنها مأساة وطن بكامله (اسمه السودان).. بيع عشرات المرات والبائع والمشتري من ذات الوطن ومن (قلب الوجع). وفي آخر الأمر سيؤول هذا الوطن الى آخر (من خارج المحارم) وبلا ثمن ولكن حينها ربما تضمد بعض الجراح فظلم ذوي القربى أشدَّ إيلاماً.
صحيفة الجريدة
ت.أ[/JUSTIFY]