وحم.. برجوازى

[JUSTIFY]
وحم.. برجوازى

# قسراً.. نذعن للأعراف الاجتماعية المدهشة حتى تزول دهشتنا.. ولم نعد نستنكر كل مظاهر المغالاة وتقاليع الزواج البوبارية العصرية التي لا أعرف من أين يأتي بها هؤلاء البرجوازيون محدثو الخلل الأكبر في ميزان الإنسانية السودانية حتى تكاد تجزم وأنت تلتقيهم أو تسمع حكاويهم- أننا نعيش في واحدة من الدول المنعمة التي لا هم لدى أهليها سوى البوبار والفشخرة والتمرغ في الخيرات والتبذير وسوء الاستهلاك.
لن نتحدث اليوم عن طقوس الزيجات الغريبة، ولا عن التفاصيل المثيرة للجدل، ولا عن القيدومات والشيلات والختات والحنات والحفلات والمهور والبهارج والأكلات.. ولن نتحدث عن آخر بدعة سمعت عنها وتتلخص في ما يعرف بـ(شاي العريس)، الذي يذهب من بيت العروس في مساء ذات اليوم الذي ذهب فيه صباحاً (فطور العريس) بكل هيلمانة ليكون ربما- بمثابة شاي المغرب.. ويحتوي على كل أنواع الشاي بكل الألوان بما فيها الكركدي والمورينغا، برفقة أحدث السرامس والكبايات وكمية مقدرة من المخبوزات والجاتوهات والكيك واللقيمات!!
# ما علينا.. (القادر بسوى) ثم يكون سبباً في ارتفاع معدلات العنوسة والانحراف وتزايد أعداد الأطفال بالمايقوما.. وبس.
ولكنني مندهشة لما بعد ذلك مما يمارسه فتياتنا (الحنكوشات) اللائي لا يتجاوز مفهومهن للزواج حدود الحنة والثياب والقشرات والأسفار والعزومات.. حتى إذا ما بدأت حياتها الزوجية عملياً طالبت بالشغالة والغسالة وتمردت على مهامها ومسؤولياتها ليتحول ذلك الزواج إلى حالة من الفشل أو العداء الصامت أو الزواج الصوري لا غير ما لم يكن شريك حياتها من ذات الصنف البشري البرجوازي البوباري، فتقبل طلباتها بصدر رحب لا لشيء إلا لأن الزواج لديه أيضاً لا يتجاوز حدود ممارسته لحياة العزوبية كما كانت مع وضع الزوجة كديكور للمناسبات الاجتماعية.
# ثم يتطور الأمر برغمهم ليتفاجأوا بجنين ما يتحرك داخل أحشاء الفتاة التي لم تتهيأ أبداً لممارسة فعل الأمومة، ولكنها ترحب بالفكرة من باب (واااااو.. حيكون عندي بيبى؟!)..
ثم تدخل في (دور) جديد هو عينة ما دفعني للكتابة لأن الوحم الذي يصاحب البرجوازيات لا يشبه ذلك الذي نكابده نحن نساء العامة.
فالأخير لا يتجاوز حدود الجبنة والكسرة بالطماطم والعجور بالشطة.. وإن تعسر، فهو يطالب بالفواكه في غير موسمها أو بنوع معين من العطور.
ولكن الوحم البرجوازي الذي (طقشت) حكاياته أذني يبدأ بالآيسكريم والتفاح الأمريكاني لاحظ التحديد- والكيوي والكمثري والكرز، وهي للعلم مما لم نتعرف عليه من قبل، ثم يمر بمراحل الذهب، فتتوحم إحداهن على خاتم لازوردي أو غوايش بحرينية.. أو ربما وفقاً لوضع الزوج – تتوحم على سيارة سبورتاج أو قطعة أرض في كافوري!!
# مؤخراً.. كنت قريبة من الحدث، حين توحمت إحداهن على رحلة إلى جزر المالديف التزم بها زوجها حالما وضعت مولودها وسمحت أوضاعها الصحية بالسفر.. وأرجو أن يكون مثل جميع الرجال، ولا يفي بذلك الالتزام بعد وصول ولي العهد على اعتبار أنها (مرة ماعندها موضوع).
ويبقى الوحم الأقل برجوازية مقتصراً على البيتزا والبروست من أمواج وباسطة العبد.. ولكني أخشى يوماً أن يتطور الأمر، فتتوحم إحداهن على الكافيار أو الفودكا!!
قالت جدتي يوماً إن (الوحم على التلج والجبنة بجيب الطفل أبيضاني! والوحم على الفحم وطين البحروالبُن والشوكلاتة بجيبو أسمراني!).. طيب وحم الأسبورتاج ده يكون بجيبو كوري؟!

تلويح:
(توهمي).. فالوحم سانحة للتدلل.. على ألا يكون لزوجك أم وااااعية.

[/JUSTIFY]

إندياح – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version