ويقول الطالب م.ع في حديثه لـــ(التغيير) ان الزواج العرفي هو خير وسيله لمجابهة ظاهرة الغلاء في المهور، والتردي الاقتصادي الذي يعانيه جميع الناس، واضاف من اين لي بملغ 50 الف حتي اشهر زواجي، هنالك ظروف يجب ان ينظر لها المجتمع حتى يتعرف على مسبباتها، بدلا من الهجوم، وانا من وجهي نظري سواء اتفق معي الناس أو اختلفوا، أرى أن الزواج العرفي زواج حقيقي، المهم فيه التوافق والتراضي بين الزوجين، وهو ثيمة اساسية لا جدال فيه، أما مايتعلق بالكتمان فهو جاء نتيجة لظروف ذكرتها آنفا، وهنالك ايضا اشكالية حقيقية تواجه الشباب، هي العطالة وعدم توفر سبل كسب العيش، لكنه عاد وقال نحن لا نختار الزواج العرفي لكن المجتمع هو الذي يساهم فيه،
وتروي الطالبة ن.أ مأساة زميلتها في الجامعة قائلة :عند ما اخبرتني بنية ارتباطها به عرفيا حاولت ان امنعها من الوقوع في هذا الشراك الذي لا آخر له، الا انها لم تكن تعي ما اقوله حتى وصل الامر لمقاطعتي، وبعد زواجها عرفيا من طالب متدين يدرس باحدي الجامعات، طلب منها التوقف عن الدراسة والتفرغ لمقابلته، وكانت نهاية الأمر فصلها من الجامعة وضياع مستقبلها.
ويرى الشيخ سفيان محمود ابو زيد أن انتشار هذا النوع من الزواج في مجتمع الطلاب، ينذر بخطر مبكر لابد من تفاديه، وهو يتعلق بكيان الأسرة وشرفها وضرورة المحافظة عليه، ولا شك أن الزواج العرفي يتم في الجامعة مثلا، بعيدا عن رقابة الأهل والأسرة، وعن تحديد حقوق كل من الزوجين بطريقة تمنع النزاع وتحفظ لكل منهما حقه، بحيث يبدو وكأنه تعبير عن رغبة وقتية أو نزوة، وقال أن الزواج العرفي يخل بمقاييس الزواج الأساسية، وبالتالي الزواج الذي يتم بهذه الطريقة هو أقرب إلى الزواج السري، الذي تنهى عنه الشريعة الإسلامية، فهو لا يمكن إثباته قانونا ولا يمكن الموافقة عليه شرعاً، فالزواج بمفهومه الحقيقي في الإسلام هو شراكة مادية ومعنوية، يظللها السياج الديني الذي يحفظ بنيان الأسرة المسلمة، ويحميها من عوامل التفكك والانهيار، ويحصنها في مواجهة معضلات الحياة وأزماتها، ومن ثم فإن هذا العبث الذي يتم تحت ستار الزواج العرفي مرفوض ولا أساس له في الشرع.
الخرطوم: فتح الرحمن حمدان
صحيفة التغيير
ت.أ