(1)
محمد قال لوالده الذي ظل فاغراً فاه الدهشة، وهو يستمع للقصة المريرة إن أساتذة الجامعات صاروا يوفرون للطلاب وقتهم، ويتبعون طريقة تعرف بتحديد المقرر وتفاصيلها أن الأستاذ يحدد أبواباً معينة للطلاب لمراجعتها، لأن الامتحان لا يخرج منها، وهناك صنف آخر من الأساتذة لا يكتفون بتحديد جزء من المقرر ويلتزمون بوضع المقرر منه، بل يقومون بطباعة الأبواب المعنية في أوراق تسمى (الشيتات) ويمنحونها للطلاب مقابل مبالغ مالية زهيدة لتمكن الطالب من مذاكرة المقرر كله في أسبوع واحد قبل الامتحان، وبهذا يكون كفى نفسه شر التنقيب في أرفف المكتبات والبحث بين دفات المراجع وأمهات الكتب.
(2)
حسرة سالم على حال طلاب الجامعات تضيع سدى في لجج وصف الطلاب لها على أنها من مخلفات الزمان الذي اندثر، ولا يوجد لها مكان بينهم في القرن الواحد والعشرين، حيث صارت الأهمية للأسرع لا للرصين أو للقوي، وبالتالي صار البحث في المراجع والتنقيب في الكتب من أجل الحصول على معلومة محددة لا يجدي ما دام الطالب يتحصل عليها بمجرد نقرة صغير على شاشة جهاز موبايل يرافقه في حله وترحاله.
(3)
هذا هو مجمل رأي عدد من الطلاب الذين تحدثوا لـ (اليوم التالي) عن انتهاء عصر المذاكرة التي كان الطالب يجلس لها بين الكتب ساعات طوال يقضيها في مطالعة المراجع العملاقة، وجاء عصر يقوم فيه الأستاذ مقام الطالب بتلخيص جزء من المقرر يطلق عليه محدد الامتحانات في مذكرة صغيرة تباع بمبلغ زهيد للطالب الذي يبدأ مطالعتها عندما يعلق جدول الامتحانات، ولذا انتفت الحاجة للمذاكرة وحضور المحاضرات المملة والطويلة وحل المسائل وحفظ القصائد ومراجعة الشروح والمقاربة بين الآراء المختلفة في عدد من المسائل التي كان الطالب لا يستطيع الإدلاء بدلوه فيها إذا لم يحفظ كل الشروح التي وردت فيها.
اليوم التالي
خ.ي