{ اليوم تخوض قواتنا معركة ضد التمرد الذي تمادى في رفض التسوية السياسية، وظن أن مليشيات الجبهة الثورية قادرة على مواجهة القوات المسلحة، وهو تقدير خاطئ وحسابات خاسرة، فالتمرد يظل مليشيات غير نظامية يقودها مواطنون غير مؤهلين لخوض معركة مع جيش نظامي مثل القوات المسلحة السودانية التي بدأت ثمار تخطيطها بتحرير منطقة (فنقا) في جبل مرة.. والسيطرة على مناطق (أنقارتو) الغنية بالذهب في محلية تلودي.. والسيطرة على مناطق (قنزيعة، كجوسة وقردود التكارير وبانت قريبة من أم سردية)، والسيطرة على الريف الشرقي تماماً والزحف على محلية (هيبان).. وتتواتر الأخبار السارة صباح مساء من مواقع القتال في جبال النوبة عن تقهقر التمرد وهزيمته في كل المواجهات.. والتمرد لا يقوى أصلاً على مواجهة القوات المسلحة، لكنه يستخدم حرب العصابات اللئيمة مستفيداً من وعورة المنطقة.. وقبل أن تهطل أمطار الصيف، تستطيع القوات المسلحة من خلال العمليات الحالية السيطرة على (90%) من جبال النوبة، الشيء الذي يفرض على الأحزاب السياسية دون استثناء وقوى المجتمع من نقابات عمالية ومهنية دعم ومؤازرة القوات المسلحة وتقديم الدعم السياسي والعيني للقوات المسلحة وشحذ همتها وتقدير تضحياتها.. فالقوى السياسية المتصارعة من أجل مقاعد السلطة وجدلية الحوار والانتخابات تمثل ترفاً سياسياً في الوقت الراهن، والواجب يقتضي أن تدعم القوى السياسية والأحزاب كافة عمليات الصيف الحالية.. وتتضمن برامج الأحزاب الانتخابية مؤازرة الجيش.. وإذا كان ذلك واجباً على الأحزاب والقوى السياسية، فإن المؤتمر الوطني وقادته وولاة ولاياته لا ينبغي لهم أن تلهيهم الانتخابات والدوائر الجغرافية واحتجاجات القيادات والنخب عن الدور المقدس المطلوب من الولايات نحو دعم القوات المسلحة.. أين قوافل الدعم؟؟ وأين يقف الإعلام السوداني من الذي يجري في ساحات القتال؟؟ لماذا تبقى صحافتنا وأجهزة إعلامنا في الخرطوم تتلقى البيانات الرسمية وتنشر تصريحات السياسيين؟؟ أين المراسلون الذين يكتبون تقاريرهم من جبهة القتال؟؟ لماذا لا نتعلم من تجربة الشهيد “موسى علي سليمان” في صحيفة (الراية) عام 1987م، وتجربة “سراج الدين عبد الغفار”؟؟ (جيش واحد وشعب واحد) ليس شعاراً تردده الحناجر، ينبغي أن يكون واقعاً يمشي على الأرض.
المجهر السياسي
خ.ي