وحتى الخُفراء باتوا يستغلون مناصبهم في إدخال وإخراج الناس كيف ومتى شاءوا، ولم تسلم الأوساط الطبية من الأذى الذي ألحقه بها بعض الأطباء من فاقدي النزاهة والشرف في تحرشهم بمريضاتهن خلف ستار الكشف السريري مستغلين ضعفهن.
طرحنا الموضوع في عدة أوساط مهنية وخرجنا بالآتي:
الطبيب ليس ملاكاً
إذا جردنا الطبيب عن مهنته، فسنرى أنه رجل عادي جداً تنتابه رغبات شهوانية حاله حال كل الرجال، بهذه العبارات الدفاعية عن معشر الأطباء ابتدر دكتور أبو بكر زكريا إفادته واسترسل قائلاً: فالمجتمع الطبي فيه المهذب وغير المحترم وكون الرجل طبيبا لا يعني أنه شخص محترم، واستغلال البعض للخلوة المتاحة عبر الكشف السري لرؤية ولمس أجزاء حساسة من جسد المريضة بنوايا سيئة ودون دواعٍ طبية، فهو تصرف مشين أعيبه على الأطباء الذين لا يحترمون قسمهم ومكان عملهم. والمتعارف عليه في الدين وعُرف المهنة أنه لا ينبغي أن يكشف الطبيب على سيدة بمفردها، ويجب أن يكون معها مرافق رجلاً كان أم امرأة، حتى لا يكون هناك مجال لأي ممارسات غير مقبولة، ويستطرد: فنبي الله يوسف لم يملك نفسه أمام زوجة العزيز، وكما قال تعالى: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ)، ولأن الوقاية خير من العلاج يجب على الفتيات اتقاء الشرور باصطحاب مرافقين.
مرض اجتماعي
استغلال المناصب والصلاحيات تحول من مجرد ممارسة فردية إلى مرض اجتماعي تفشى في كل الأوساط، بهذا التشبيه وصف عزمي الأمين (محامي) الموضوع، واسترسل قائلاً: وأصبح التعيين في الوظائف بناء على الوساطات والمحسوبيات لم تعد الكفاءة والمقدرة على العطاء من معايير التقديم للحطول على فرصة عمل، فلو اجتاز أحدهم كل مراحل التوظيف وبات مستحقا للوظيفة يُسأل في بعض لجان التعيين بكل صراحة ووقاحة (انت الجايبك منو)، وبالتأكيد لن يتم تعيينه إذا (ما كان ماعندو ضهر)، وهذا أثر سلبا في نفسية الشباب وجعلهم يلجأون للتفكير بالهجرة أو امتهان مهن هامشية لا علاقة لها بدراستهم، والحل من وجة نظري أن تُسن قوانين تكفل لكل مواطن حقه في هذا الوطن بعيداً عن الانتماءات العرقية والحزبية والدينية، ليجد ما يحفظ به حقوقه.
سلوك طبيعي
الرشوة باتت سلوكاً طبيعياً وغير مثير للاستغراب لتسيير المعاملات الحياتية مع تجميلها بتسميات كـ (عمولة أو حلاوة)، هكذا بدأت ناهد يونس (ممرضة) حديثها وواصلت: فمثلاً عندما يتعرقل خروج علاوات أو حوافز، فأول تصرف يقوم به الموظف هو الذهاب لمكتب شءون العاملين ويعقد صفقة مع أحد موظفيه بأنه إذا تحصل على نقوده في أسرع وقت ممكن سيحصل على جزء منه، وحتى خفير الباب لا يتوانى عن استخدام صلاحياته في إدخال الناس بدون تذاكر ومنع آخرين لا يملكون ثمن التذكرة، وتضيف محدثتي: والكل أصبح يستخدم مصلحته ويضر الآخرين على مرأى من الجميع.
اليوم التالي
خ.ي