سائق الحوت يروي تفاصيل الليلة التي قضاها باكيا حتى الصباح بسبب هذا الطفل
في اطار الحلقات المميزة التي تكشف عنها الدار خاصة في الجوانب الانسانية الخفية وغير المطروقة نفضت الدار الغبار عن هذه الجوانب والتقت بالسائق الخاص للحوت نزار احمد مختار الذي كشف لنا ان الحوت كان قد بكي في احدي الليالي الي ان اشرقت الشمس لانه التقي بامرأة فقيرة في الثانية صباحا جوار منزل الازهري وهي تحمل طفلها المريض بعد علاجه بمستشفي امدرمان ولم تكن تملك المال اللازم لايجاد وسيلة مواصلات كما انها لم تكن تملك قيمة فاتورة الدواء لطفلها الذي اصيب بالاختناق ليلا.. فامر الحوت سائق عربته الخاصة وسال المرأة عن السبب الذي استدعاها للوقوف بالشارع في هذه الساعة المتاخرة من الليل فشرحت له السبب الشئ الذي خلف لديه حالة من الاستياء فطلب من المرأة الركوب وتوجه بها نحو منزلها بالحارة 21 بمدينة الثورة واعطاها كل الاموال التي كانت في جيبه ولدي عودته الي مدينة بحري كان البنزين قد نفد من عربته بالقرب من مقابر شروني فقام بدفعها لمسافة غير قصيرة الي ان وصل الي طلمبة البنزين وكانت جيوبه خالية لانه قام بدفع المبالغ التي كانت بحوزته للمرأة والدة الطفل المريض وعندما علم عامل الطلمبة بالامر اعطاه من حسابه الخاص كمية من الوقود وفي الاثناء خرج صاحب الطلمبة واندفع ناحية محمود عبد العزيز وعانقه واتضح بانه من اشد معجبيه فامر عامل الطلمبة بتعبئة تانك العربة كاملا.
وهنا انهمرت دموع محمود عبد العزيز علي الشهامة والمروءة والكرم السوداني الاصيل الذي ظل وسيظل ميزة تحسب للسودانيين لكن الحوت لم يكن يتوقع ان ينقذه احد في الساعة الثانية صباحا من هذا الموقف فشكر الله وقال ان الاموال التي تصدق بها للطفل المريض هي التي انقذت الموقف.
وفي موقف اخر ينم عن انسانية الحوت حيث كان له صديق بائع صحف وصاحب (درداقة) فقير كان الحوت قد اشتري له شيلة الزواج واعطاه 4 مليون جنيه نقدا.
نص الحوار كاملا في الاعداد القادمة ضمن الحلقات التي تنشرها الصحيفة عن الحوت.
كتب: احمد الامين بخيت-الدار السودانية