مزمل ابوالقاسم : أكبر إنجازات الخضر

[JUSTIFY]

* أثقلنا على الدكتور عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم ومسؤولي الولاية كثيراً في ما سبق، وانتقدنا أداءهم في مواجهة كوارث الخريف على مدى عامين متتاليين، ووجهنا سهام أقلامنا للوالي في قضية مكتبه الشهيرة (وما زلنا نتساءل عما حل بالمتهمين فيها)، ونشهد لحاكم كبرى ولايات السودان بأنه ظل واسع الصدر، قليل التبرم من كلماتنا الساخنة.

* الخرطوم ولاية بحجم دولة، مساحةً وسكاناً، ومن يقبل أن يتولى مسؤولية حكمها عليه أن يهيئ نفسه لتحمل (بلاويها)، لأنها تركت بلا عمل منظم في مجال البنيات الأساسية منذ الستينيات تقريباً.

* طرق قليلة ومرصوفة بأردأ المواصفات، غياب تام لأنظمة الصرف الصحي، فوضى ما أنزل الله بها من سلطان في توزيع الأسواق والمواقف والأراضي، السماح للمواطنين بالبناء في المنخفضات ومجاري السيول، تمدد أفقي في توزيع الخطط الإسكانية جعل العاصمة تلتحم مع ولاية الجزيرة جنوباً، وولاية نهر النيل شمالاً، وولايتي شمال كردفان والنيل الأبيض غرباً، وولايتي كسلا والقضارف شرقاً.

* قضية المحافظة على الأمن في ولاية يتجاوز عدد سكانها خمسة عشر مليوناً تجعل الرؤوس تشيب هولاً، وقد أوضحت حوادث الاثنين الأسود، وأحداث سبتمبر الشهيرة أن العاصمة بتركيبتها السكانية الحالية تمثل برميل بارود يقبل الاشتعال والانفجار في أي لحظة.

* الخضر ليس ممن يتعاملون مع الإعلام بردود الأفعال السلبية، ونشهد له أنه ظل طليق الوجه، رحيب الصدر (بخلاف بعض وزرائه ومعتمديه)، في مواجهة فيوض النقد التي جعلت بعض من يهوون (كسير التلج) يصنفون (اليوم التالي) بأنها تستهدف الوالي، ويتهمونها بترصده.

* نحترم الرجل على الصعيد الشخصي، ومن حقه علينا اليوم أن نشيد به مثلما انتقدناه سابقاً، ونمدح الإنجاز الكبير الذي سيختتم به فترة ولايته، ويتمثل في مشروعي النقل النهري والقطار المحلي.

* قبل أيام استقبلت الولاية أول القوارب التي ستستخدم في مشروع النقل النهري، بعد أن تحددت مراسيه الثلاثة عشر، وهي: الوابورات بحري، شمبات، حلة كوكو، الموردة، بيت المال، أبو سعد، الحتانة، نادي الزوارق، قاعة الصداقة، المنشية، الشجرة، الكلاكلة وجبل أولياء.

* أما مشروع القطار فسيعمل في خطين: الشمالي ويبدأ من محطة (الرويان) في الجيلي ثم (التمانيات) بالكباشي، الفكي هاشم، الكدرو، الدروشاب، شمبات، الزوادة بحري، نفق الجامعة، والمحطة الرئيسة الخرطوم، ويبدأ الخط الجنوبي من محطته الرئيسة في الخرطوم ويمر بالشجرة، وصولاً إلى الكلاكلة.

* الحادي والثلاثون من شهر يناير الحالي سيكون موعداً لتدشين مشروعين تاريخيين، سيسهمان في نقل قرابة نصف مليون راكب يومياً، بوسائل سريعة ورخيصة وآمنة وسياحية، من شأنها أن تخفف الضغط على شوارع الخرطوم، وتقلل معدلات زحامها الخانق، علاوةً على تقليص معدلات حوادث السيارات فيها، والمحافظة على أرواح البشر، وترشيد استهلاك الوقود وقطع الغيار، وتحسين بيئة الولاية، وحفظها من شرور التلوث.

* مثل هذه المشروعات التي تخلط الطموح بالجرأة تستحق الإشادة، وتدخل من ينفذها التاريخ، لأنها سترتبط باسمه مستقبلاً.

* إذا كان البعض يرون أن إنشاء الجسور ورصف كورنيش النيل في الخرطوم وأم درمان، وتوفير مجانية العلاج لأطفال العاصمة، ومضاعفة امتدادات مجاري الأمطار عدة مرات من أبرز إنجازات الأخ عبد الرحمن الخضر خلال فترة حكمة لولاية الخرطوم، فإننا نرى أن تدشين مشروعي النقل النهري وقطار الخرطوم لا يقل عن كل ما سبق في أهميته، إن لم يتفوق عليها بتسهيل حياة مواطني الولاية، وتيسير حركتهم في ربوعها.

* انتقدنا الخضر كثيراً ومن حقه علينا أن نقول له أحسنت.. وننتظر المزيد.

اليوم التالي
خ.ي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version