هويدا سرالختم : حتماً سينتصر الحزب الحاكم في معركته وسيواصل مشروعه (الاستيطاني).. يكسب الانتخابات ويبدأ مرة أخرى من حيث انتهى.. ولكن انتبهوا .. القبضة القادمة أعنف.!

[JUSTIFY]أخطأ الحزب الحاكم في مواصلة منهج (الطغيان) في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد وكان نفسه السبب فيما وصلت إليه الأوضاع في البلاد.. في وقت كان الجميع يظن أن الانهيار الشامل الذى يحدث الآن سيقدم العقول الرشيدة داخل الحزب باتباع منهج يعلي مصلحة الوطن والمواطن.!
غير أنه أي الحزب الحاكم فاجأ الجميع بالتعديلات الدستورية (الكارثية) التي تمت إجازتها في مرحلة العرض الثاني.. ونسفت هذه المواد الدستورية (المشتعلة) كل التوقعات الإيجابية وحطمت جسور الثقة المنتظر أن تعبر منها مفاوضات السلام والوثبة الوطنية.. الآن انفض الجميع من على طاولة المفاوضات.. وصدم الشعب الذي كان ينظر بعيداً في الأفق متطلعاً للإصلاح آملاً في يوم غدٍ.. وفي تقديري هنا يكمن الخطر.. حالة اليأس والإحباط الشديد التي تعم الشارع العام وارتفع معدلها مع قطع آخر خيط للأمل في تغيير هذا الواقع الأليم ستنتج ما لا يحمد عقباه المصيبة أنه لا يوجد سيناريو إحلال جاهز للتنفيذ.. الأحزاب الموجودة الآن على الساحة لم تتخذ خطوات واضحة في وضع السيناريو القادم وتقديمه للشعب حتى يستطيع دعمه وتنزيله الى أرض الواقع.. على الرغم من التضامن وحالة الوفاق التي تعيشها هذه القوى السياسية على أهم الأسس والمبادئ للرؤية القادمة.. في حالة لم تعيشها هذه الأحزاب منذ سنوات طوال.. تجمعوا على نداء السودان واستبشرنا به خيراً مع أن الجميع لديهم نظرة سالبة تجاه هذه الأحزاب ولكن (ما باليد حيلة) تنادينا على ضرورة بروز تنظيمات جديدة وإمساك الشباب بتلابيب القضية.. وظهور وجوه جديدة صادقة وطنية عازمة على قيادة البلاد الى برّ الأمان.. ولكن كل ما وجدناه مجرد تذمر وتنفيس (بالكلام وبس).. من الأحزاب أو الجالسين على مقاعد المتفرجين.. حالة انعدام وزن يعيشها الوطن لا تستطيع أن تخرج البلاد من أزمتها وإذا استمر هذا الوضع على هذه الشاكلة حتماً سينتصر الحزب الحاكم في معركته وسيواصل مشروعه (الاستيطاني).. يجاز الدستور على علاته.. ويكسب الانتخابات ويبدأ مرة أخرى من حيث انتهى.. ولكن انتبهوا هذه المرة ستكون القبضة (أعنف) فمن ينتصر وهو صاعد (بقدميه) على أجساد الشعب سيقطع (الأعناق) هذه المرة دون أن يهتز له جفن..!
شبعنا لدرجة (الغثيان) من الاتفاقيات الثنائية والجماعية.. سنين عدداً، والجميع يجلس على طاولات المفاوضات.. لا أوقفت الحرب.. ولا عمرت البلد.. ولا هنئ الشعب ولا ملَّ الجميع.. ونخشي أن (الحرب أولها كلام).. نريد خطة واضحة المعالم تقف خلفها قيادات جادة (شجاعة) ينخرط خلفها الجميع استثماراً للزمن فلم يعد الشعب قادراً على الاحتمال أكثر من ذلك فهؤلاء (الطائرون) بين الدول ويعقدون اجتماعاتهم في أفخم الفنادق لا يعلمون الى أي مرحلة وصل الشعب عودوا إلى حضن الوطن أولاً عسى أن يدفعكم سوء الحال الى سرعة اتخاذ القرار.

صحيفة الجريدة
ت.أ

[/JUSTIFY]
Exit mobile version