غياب اللاعب الأسطورة من الملاعب السودانية

[JUSTIFY]ربما تغير مفهوم الكرة في السودان وتغير تبعاً للكرة في بعض الدول الأخرى التي تصب جل تركيزها واهتمامها في (الاستثمار) و(الاحترافية)، ولكن دون تغيير في المفاهيم القديمة من قبل إدارات الأندية المحلية والتي ما تزال محلك سر داخل المربع القديم و(الحال المايل) تحت ظل واقع مأسوي في انتهاج سياسة التطبيل والتلميع دون الانتباه لأساسيات اللعبة نفسها.. وهو السبب الرئيسي في اختفاء نجم حقيقي تتحدث عنه الملاعب الأفريقية والعربية، كما كان يحدث في السابق لمسيرة كباتن نقشوا أسماءهم من ذهب على ذاكرة التاريخ الرياضي أمثال (الدحيش، بريمة، الأمير صديق منزول، جكسا، سبت دودو، أمين زكي، طلعت فريد، جقدول، حسو، سانتو، السد العالي، سليمان فارس، حموري، جاد الله “كاروشة”، النقر، والي الدين، هيثم مصطفى ثم العجب)، ولكن عند الإمعان في تجربة كل هؤلاء النجوم نجد أن اللاعب الأسطورة لم يظهر حتى اللحظة.. (المجهر) قلبت أوراق اختفاء النجم الحقيقي من الملاعب مع عدد من الذين تؤرقهم هموم الساحرة المستديرة فإلى الإفادات التالية:
(الأسطورة) انعدام في كل المجالات
اعترف الأستاذ “كمال حامد” بحقيقة اختفاء اللاعب الأسطورة، ولكنه لم يقتصرها على مستوى الأندية وإنما في شتى المجالات ابتداء من الشعر والفن والسياسة، وقال متسائلاً: (أين “برعي محمد دفع الله”، “محمد وردي”، “التجاني يوسف بشير”، “عثمان حسين” و”شمو”؟، وهذا ينطبق على كرة القدم أين “بريمة”، “الدحيش”و”جكسا”؟، وأضاف ما يحدث الآن في الساحة الرياضية هو عبارة عن مواهب لم تجد الاهتمام منذ الصغر، ولكنها وجدت هالة إعلامية ضخمة، وختم حديثه قائلاً: زمن الأساطير انعدم منذ ستينيات وثمانينيات القرن الماضي.
إدارات خالية الذهن
فيما أرجع الصحفي الرياضي “أبو عاقلة أماسا” اختفاء اللاعب الأسطورة من الملاعب إلى البيئة غير الصحية، وقال في حديثه لـ(المجهر) إن البيئة هي التي تصنع أبطال الرياضة صارت غير صالحة لرعاية المواهب وصناعة النجوم ومعظم المواهب تصطدم فور دخولها بإدارات خالية الذهن من فنون تطوير اللعبة وتنمية القدرات، وبالتالي اختلت المعايير وأصبحنا نرى اللاعب يشطب من الدرجات الدنيا (الثالثة والثانية) لضعف المستوى ونفاجأ به متألقاً في (الدوري الممتاز) و(الدرجة الأولى) هذا دلالة على خطأ شطبه والاستغناء عنه؟؟
حب الشهرة والمال
ومن جهتها قالت المذيعة “عفاف الأمين” من(الإذاعة الرياضية) إن الملاعب الرياضية بالفعل فقدت النجم، فقد كان في السابق الأسطورة “حامد بريمة”، “علي قاقارين” و”محمد حسن كسلا” يلعبون بدافع الهواية وإشباع الرغبة، أما التنافس فيكون في السلوك والأسلوب وتبادل الاحترام بينهم، لان شعارهم كان الأخلاق قبل حبهم للمادة والأموال والشهرة، وأشارت إلى أن السبب الرئيسي في اختفاء الأساطير من الملاعب السودانية هو أننا قد دخلنا عصر الاحتراف ومنه عصر الانتماء والعشق للنادي، وأيضاً يعد التجنيس أحد أسباب اختفاء النجم الأسطورة.
تقيد حركة اللاعبين
“كمال محمد الأمين” – المستشار القانوني السابق لـ(نادي الهلال) قال: إن اللاعب الأسطورة غاب فعلاً عن الأندية السودانية وكل جيل يأتي بنظام جديد مع كل فترة، وهذا يعني أن هناك تنظيمات للاعبين وفق تكتيكات ابتدرها مدربون عظام أمثال (السيرإليس فيرجستون) وعدد آخر من المدربين العالميين وعلى رأسهم (مورينهو) فأصبحت حركة اللاعب مقيدة لأبعد الحدود على عكس ما كان في السابق، وهذا لا يعني أن هناك مواهب ولاعبين يمكن أن يشكلوا إضافة للملاعب السودانية لان اللاعب الأسطورة موجود في كل الأجيال ولكن بطريقة مختلفة، وفي تقديري إذا تم الإفراج عن حركته المقيدة فهناك العديد من المواهب السودانية ستظهر قريباً بكل من (نادي الهلال) و(الأهلي شندي)، أما على المستوى العربي فقد برزت العديد من المواهب ذات الأصول السودانية واستطاعوا أن يبرزوا في بطولة (كأس الخليج) وعددهم يتجاوز الـ(10) لاعبين، وفي ختام حديثه قال “كمال” بأن “هيثم مصطفى كرار” لازال هو أسطورة (الملاعب السودانية والأفريقية) رغم الظلم الذي حاق به من بني جلدته الذين تنكروا لكل لحظاته الساحرة.

المجهر السياسي
خ.ي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version