(زين) تشّيع علم السودان في شكل (تابوت)

[JUSTIFY]شركة الاتصالات ذائعة الصيت (زين) تشّيع السودان في إعلاناتها المنشورة في معظم الصحف اليومية.. في شكل مجموعة من الناس يعتليهم علم السودان في شكل (تابوت) والمساحة باللون الغامق حول (التابوت) أي العلم تشبه ساحة المقابر وتكسب المشهد حالة حزن.. لا أدري إن كان على سبيل المصادفة أم (القصد).. ولكنه في نهاية الأمر يعبر بصورة كبيرة عن واقع البلاد في توقيت يدعوا فعلاً (للبكاء) وليس الاحتفالات.!
البهارج والاحتفالات التي أقامتها الحكومة بمناسبة أعياد الاستقلال ربما لتنثر بها بعض الفرح على المشهد الحزين المحبط في البلاد.. كشفت أكثر عمقاً أزمة الأسر الفقيرة البيسطة خرجوا من مخابئهم وأمتلأت بهم الطرقات ومحال بيع الحلويات يطلبون الـ(حسنة) من بعض (الصامدين) إلى الآن.. البعض الآخر من الأطفال والشيب والشباب أصحاب (الجيوب) الخالية و(النفس العالية) جلسوا حزانى أمام المنازل والبقالات والبعض أغلقوا عليهم أبواب منازلهم وسط صيحات الاحتجاج من الأطفال الذين يريدون أن يدخل دارهم ما لذ وطاب في هذا اليوم الاحتفالي.. والبعض المتفائل (اديَن واتبين)..!
(2034) مصنعاً متوقفاً عن العمل في البلاد وفي اعتقادي العدد أكبر من هذا الرقم الذي ذكره وزير الصناعة.. فإذا اعتبرنا أن كل مصنع من هذه المصانع كان يستوعب عدد الفي عامل (2000) عاملاً.. تصبح العمالة المشردة من هذه المصانع (فقط) (4) مليون وثمانية وستين الف عامل (4.68) عاملاً.. هذا غير فاقد الخصخصة والمحالين للتقاعد الإجباري (الصالح الخاص).. والذين خرجوا من السوق بفعل (الإحلال الإجباري) وجلسوا في منازلهم وهاجر بعضهم أضف اليهم نسبة البطالة وسط الخريجين الشباب بحسابات وزيرة التنمية والموارد البشرية خلال العام 2013 التي بلغت (18.8)%.. ولا يبعد عنهم كثيراً الموظفين الفقراء الذين لا تكاد تغطي رواتبهم قيمة مواصلاتهم من والى العمل.. إذا الجميع بلا عمل وبلا مال وبلا إنتاج إذا أضفنا اليهم شريحة المزارعين من هجر منهم الزراعة وهرب إلى مهن هامشية أو لزم المنزل ومن يقبعون داخل السجون ومن يزرعون (للطير)!
بإزالة (الحبر السري) يظهر شكل الصورة (السرية) للوطن وقد سقطت الدولة من منظور اقتصادي.. وإذا أضفنا اليها الانهيار المجتمعي ممثلة في ارتفاع الفاقد التربوي وانتشار المخدرات وضياع الشباب وارتفاع نسبة الطلاق وانتشار الفساد والدجل والنصب والاحتيال والإنهيار الأخلاقي يصبح سقوط للدولة من منظور اجتماعي.. وإذا أضفنا اليها الإنهيار السياسي مقروءاً مع فقدان مؤسسات الدولة لمؤسسيتها هنا يصبح سقوط دولة بلا (مغالطة).. وفي هذه الحالة يصبح فهمي لإعلانات شركة الاتصالات (زين) وهي تنعي الوطن واجب عزاء (في محله) حتى ولو لم تنصب صيوانات العزاء ويقراء فيها شيوخ الدين القرآن الكريم وطن.. فقد مات الوطن و(الموجوعين) كثر ولكنه حتى هذه اللحظة لم يظهر له (قريب) للإشراف على مراسم الدفن وتلقي العزاء.. ألا رحم الله السودان الوطن رحمة واسعة والهم أهله وذويه الصبر وحسن العزاء وإنا لله وإنا اليه راجعون.. فقد رد الله أمانته نسأله أن يبدله داراً خيراً من داره والشكر موصول لشركة زين أرجو أن لا (يكلمون) في عزيز لديهم

هويدا سر الختم
صحيفة الجريدة
خ.ي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version