د. ناهد قرناص: (تقوم بينا العربية ..تودينا للسادة)

قيل ان رجلا ذهب الى مقر الشرطة للابلاغ عن ضياع زوجته ..فدار بينه وبين الضابط المسؤول هذا الحوار بعد اخذ البيانات الاساسية من اسم الزوجة وعمرها ومنطقة السكن…قال الضابط (ارجو ان تصف لنا زوجتك ..طويلة ام قصيرة ؟) ..فكر الرجل قليلا ليقول (لست متاكدا ..ولكن اعتقد انها اقرب للطول)..سؤال اخر (ماهو لون عينيها؟) ..الرجل (لا أذكر في الحقيقة)..سؤال اخر (ماذا كانت ترتدي؟)…الرجل (لم اتمعن فيما كانت ترتديه)…الضابط (هل كانت تقود سيارة ؟ ام خرجت على الاقدام؟)..الرجل (كانت تقود سيارتي )..الضابط (اعطينا معلومات سيارتك ؟)…هنا كانت المفارقة فقد بدا الرجل في اعطاء معلومات كاملة ودقيقة عن السيارة ..نوعها ,,موديلها ,,اقصى سرعة تصل اليها ..كمية البنزين التي كانت بداخلها …ولم يتوقف الا عندما قال له الضابط (حسنا يا سيدي سنجتهد في اعادة سيارتك اليك). ارتباط الرجل بوسيلة مواصلاته سمة قديمة لازمته منذ أيام امرئ القيس الذي بذل نصف القصيدة في التغزل في (الحصان) الذي كان يقطع به الفيافي ..وظلت هذه الصفة متعمقة في دواخل الرجل عموما لافرق بين عربي او أعجمي الا بنوع السيارة التي يمتطيها..تجد كل الرجال يعتنون بسياراتهم عناية خاصة ويبذلون الغالي والنفيس ولا يدخرون جهدا ولا مالا في سبيلها ..وقد مر علي قبل فترة مقطع فيديو لرجل سوداني حسن الصوت ويجيد العزف على الة الكمان ..كان هذا الرجل يغني بحنية بالغة لسيارته وهي تقبع مريضة عند الميكانيكي …كان يغني اغنية الراحل خوجلي عثمان محورا اياها (ما بنختلف ..درسني بس قانون هواك بحفظ بلوفها ..بلف بلف ) ..فتامل . انتبهت المراة منذ القدم أيضا الى ارتباط الرجل بسيارته ..فنالت السيارة حظا ليس باليسير من أغاني البنات ..(يا سايق العربية ..تعال لي )..و( عربيتك الحمراء ..الوحلانة في الرملة)..و(العربة الكريسيدا ..الماركة الانا بريدها ..والسمحة وسمح سيدها)…ولا ننسى (سجل لي عرباتك وسجل لي شركاتك). لكن وبرغم معرفة المراة اهمية العربة في حياة الرجل ..لم تستغل هذا الكرت استغلالا جيدا لصالحها…ولم تحاول الاستفادة من درجة القربى بين الرجل والسيارة ..لهذا الامر ولانني مهمومة بقضايا المراة …اقدم لكم افكار سعدية النكدية التى هي أقرب الى العبقرية التي تفتق ذهنها بها بعد قرأءة هذه الفكرة التي انقلها اليكم بتصرف ….اليك يا صديقتي المغلوب على امرها ارشادات بسيطة تمكنك من اعلان تذمرك من (امر ما) بكل هدوء وبدون المرور بنفق (النقة) والثرثرة والاضطرار الى أعادة الامر مرة بعد الاخرى. لتنفيذ فكرة تذمر (السيارة) أرجو اتباع الارشادات الاتية بكل دقة ….اولا يجب ان تختاري المواضيع المهمة لتنفيذ هذا الامر ..فموضوع مثل (حماني امشي ناس امي… ولا قال لي ما تقيلي عند صاحبتك ) هذه مواضيع يجب حلها داخليا ولا يجوز فيها استخدام ورقة ضغط مهمة كالسيارة. ثانيا لا تتحدثي عن الامر الذي تريدين التعبير عن استيائك وغضبك فيه الا بعد ركوب السيارة وبعد ان يربط حزام الامان. ثالثا ابتسمي ابتسامة واسعة وابدئي بهدوء الحديث حول الموضوع الانت (كاتماهو في قلبك)..واياك ثم اياك من الانفعال. صبرك علي ..من يضحك اخيرا ..اها ..اتينا الى اللحظة الحاسمة …عند وصولك الى المكان المرجو ..عليك بالترجل عن العربة وبمجرد النزول منها اخبطي الباب بكل قوتك (رزعة قوية) ..لاحظي ردة فعله ..(سينط من على كرسيه) ..ربما سيكظم غيظه ..مرة اخرى افتحى الباب بسرعة وقولي له بابتسامة واسعة (قلت لي شنو يا حبيبي)..لن يرد عليك ..سيكون منشغلا بالبرطمة والهمهمة ومحاولة اغلاق العربة….هنا …ارزعي الباب تاني ….ربما يصرخ هذه المرة…لا عليك ..افتحي الباب وقولي (معليش كنت قايلاهو قافل التوب معاهو)…في هذه اللحظة وتحت شعار التالتة ثابتة ….ارزعي الباب للمرة الاخيرة . هنا يجب ان تطلقي ساقيك للرياح ..نسيت ان أقول لك ان هذا الامر لا يتفق مع الكعب العالي ..المهم في القصة ان هذا الامر لو تمت تجربته مرة واحدة ..ستظل في ذاكرة الرجل بقية حياته ..وسيفكر الف مرة قبل ان يرفض لك طلبا خاصة وانتم خارج المنزل او في طريقكم لزيارة ما . اها يا اخواتي الله يقدرني على فعل الخير ..بس اهم شئ ..الكلام دا خلوهو سر بيناتنا ومافي واحدة تقريهو لي راجلها …وووو(تقوم بينا العربية ..تودينا للسادة).

د. ناهد قرناص

Exit mobile version