* نتفق مع سيادتكم بأن طموحاتنا من أجل تحقيق مستقبل مزدهر لبلادنا ليس لها حدود.. وأن حقوقنا وواجباتنا كمواطنين.. لابد أن نتمتع بها بشكل كامل.
* بلادنا يا سيادة الرئيس.. قبل أن تكون معبراً للشعوب والحضارات المتنوعة عبر التاريخ.. هي كانت المنشأ الحقيقة لهذه الحضارات..!!
* يقول التاريخ القديم إن أول موطن للإنسان.. جفت عنه المياه العظيمة بعد طوفان النبي نوح عليه السلام.. كانت المنطقة التي نسميها الآن شمال السودان والمتاخمة للحدود المصرية.. منطقة وادي حلفا.. حيث نزل فيها أحد أبناء (نوح) المسمى (حام).. بينما استقر (سام) في شبه الجزيرة العربية.. وهو جد العرب واليهود.. بينما توغل (يافث) إلى أواسط آسيا وشرقها مكوناً الجنس الأصفر.. جزء منه يسميه علماء الأنثروبولوجي بالجنس الأحمر.. والذي عبر مضيق (بيرنج) وتوغل إلى أواسط القارة الأمريكية الشمالية.. فيما يسمى لاحقاً.. بالهنود الحمر..؟!
* ودليلنا على ذلك أن أحد علماء الأجناس.. من ولاية أريزونا وجد له أقارب وسلالة شمال صحراء (جوبي) في الصين.. العالم صار صغيراً جداً.. سيدي الرئيس..
* وإذا رجعنا إلى بلادنا.. بعد وصول (حام) بن نوح عليه السلام.. وقبل أن يظهر الأخدود الأفريقي العظيم ويتكون البحر الأحمر.. كانتا (ملتصقتين) آسيا وأفريقيا.. وغربهما كانت تلتصق أمريكا الجنوبية.. وبعد الانفلاق العظيم.. تزحزحت القارات إلى مكانها الحالي..!!
* في شمال بلادنا.. أنجب (حام) ابنه (كوش).. والذي بدوره أنجب مصرايم.. نوبة.. بجة.. حبش.. زنج.. والأصغر زغاوة..!!.. وانتشر الأبناء والأحفاد.. وعمروا ببلادنا الكثير من المناطق.. وظهر منهم في شمال الوادي النيلي وقبل الدخول إلى الحدود المصرية.. ظهر منهم الكثير من الملوك.. والملكات الفراعنة السود الأقوياء الذين وصلوا حتى (ملكاتهم) إلى بلاد الشام وكل بلدان الهلال الخصيب.. أما ملوكنا يا سيادة الرئيس فكانت الحضارتان الرومانية واليونانية تتودد اليهم تجارياً.. وتقترض منهم كفايتها من الذهب.. لأن كلمة (بلاد النوبة) تعني بلاد الذهب.. وما زالت..!!
* في التاريخ الأوسط والحديث.. توغلت لدينا الكثير من الأجناس.. وعاشت بيننا.. عرب.. بعض سكان جنوب البحر المتوسط.. ومن بلدان الهلال الخصيب.. وحتى المهاجرين الأوائل من غرب.. وشمال أفريقيا.. والكثيرين من شرق القارة وجنوبها.. مكونين في تجانس وتناغم.. ما يعرف بالأمة السودانية.. الذي بذل الآباء الأوائل مجهودات جبارة من أجل تحقيق آمال هذه الأمة.. (ولكن)؟.. سيدي الرئيس.. آسف للإطالة ولكن رسالتكم حركت بالدواخل أشجان التاريخ.. وقد حاولت التفصيل الموجز..
* نحن نحترم التمازج الحضاري.. والإنساني للشعب الأمريكي.. وكل حقوقه المكتسبة التي نالها وأرسى لها الرعيل الأول.. بعد حروبات وطول نضال وصبر.. وتضحيات جسام..
* ونحن نعاني أيضاً.. وبصبر.. ولنا طموحاتنا المشروعة في العيش بسلام.. وأن يكون هذا العام الجديد. عام سلام وخير وتقدم لكل شعوب الأرض..
* نشكركم سيادة الرئيس على بث روح الأمل في النفوس.. وكلنا أمل بأن تراجع حكومتكم.. وإدارتكم الموقرة العقوبات المفروضة على شعبنا.. وهذا الحصار الخانق حتى تتحقق كل الطموحات المشروعة التي أشرتم لها في تهنئتكم الرقيقة بمناسبة العيد (59) لاستقلال بلادنا.. والفرحة لا تتم إلا بالصحة الجيدة.. والغذاء الممتاز.. والحرية.. والتعليم.. وكل متطلبات الحياة الكريمة..
* الله.. أعطاكم العلم والتقدم.. والاستقرار.. والنجاح والديمقراطية.. وهذا التجانس الرائع بين شعبكم.. فلا تبخلوا بكل ذلك على باقي شعوب الأرض.. ونحن منهم..!!
* ونحن.. وإن طال السفر.. قادرون بإذن الله.. على انتزاع ضوء الشمس.. ليعم ما تبقى من بلادنا.. ونيلنا.. ونخيلنا.. وغاباتنا.. وصحارينا.. وسهولنا.. وجبالنا.. وكل خيرات بلادنا..
* آسف للإطالة.. ولشعبكم كل الود والاحترام.. ولإدارتكم.. ولكم كل التقدير…
* (مواطن)..
صحيفة الجريدة
ت.أ