بالأمس إعتقلت السلطات رئيس حزب المؤتمر السوداني ( إبراهيم الشيخ ) وقدمت له خدمة إعلاميّة وتلميعيّة جليلة ما كان يحلم بها ، فجأة وجد نفسه حديث الناس والوكالات في حين أن حزبه لايسوى ( وزن ريشة ) مهما حاول البعض نفخه وتضخيمه ، أقام هذا الحزب قبل أيام ندوة سياسية في داره حضرها فقط أربعة أشخاص بالإضافة إلي ثلاثة آخرين هم من أشرفوا علي تنظيمها وغاب الجميع بل غاب المتحدثون أنفسهم ، رغم الإعلان المسبق والكثيف للندوة كما جاء بالأخبار ، فماقدمته ( الحكومة ) للحزب من خدمات تكفيّه لعدة أعوام فلماذا إذن يقيم نشاط ؟ وقد أصبح زعيمه ( مناضلاً ) في أوساط الرأي العام ، تتحدث عنه الأسافير كصانع للبطولات بل حرروا تاريخ ميلاد ( تسنين ) لحزب ( مغمور ) بأنه قد ولد منذ الثمانينات ليبدو أكثر عراقة ولمعاناً !!
لازالت السلطات تعتقل ( فاروق أبوعيسى ) وتهدد ( المهدي ) بالخارج وتصورهم وكأنهم قوة ( خارقة ) تزلزل النظام ، بالله عليكم بماذا يضيّر هؤلاء النظام ، وقد كان ( أبوعيسى ) خارج الأسوار لأكثر من عقدين من الزمان ، وكذلك ( الإمام ) هما عُمر الإنقاذ فهل سلبا منها مايسلبه ( الذباب ) من على سطح جسم الإنسان ؟
يبدو لي أن الحكومة أصبحت متخصصة في ( صناعة وتلميع الأبطال والمناضلين ) وهي الصناعة ( الوحيدة ) التي أفلحت فيها وتستحق عليها ( الآيزو ) بإمتياز !
أطلقوا سراح الرجل قبل أن ( يستشهد ) لكم بالسجون و( تصجّنا ) صوره بالأسافير والميادين ، ودعوا المهدي يعود بلا شروط ، فمسرحيته أصبحت ( بايخة ) وفيلم هندي شاهدناه عشرات المرات ، سيحضر غداً ويقلد وسام ، وحبذا أن تلحقوا به أعياد الإستقلال !
أليست هذه هي حياة ( الأشنات ) ، لانها ببساطة حكومة بلا معارضة لن تكون ( طاعمة ) فأين ستجد من الكلمات التي تعبيء بها الطاقات من عينة ( المتربصين ) و ( المأجورين ) ، وكذلك معارضة دون أن تعارض ستصبح ( بدون شغلة ) ، ماذا ستفعل ؟ ومن أين تجد حياة الفنادق وفلاشات الكاميرات وبهارج الأضواء !
ومن المضحك المبكي هذه الأيام ومن عجائب ومِحن السودان أسماء أحزاب تعلن عن نيتها خوض الإنتخابات لم يسمع بها الناس ولافي نشرات مابعد منتصف الليل ، وغاية طموحها أن يجد ( صاحبها ) كرسيّا ضمن ( الكوتة ) ، لاتكلفوا الدولة ورقاً وتصيبوا الناخبين المرهقين ( بزغللة ) في العيون من طول قائمة الاحزاب والمرشحين ، أعطوهم ( كوتتهم ) وليريحونا ويستريحوا بدلاً من هذه المسرحيات ! وإن كان لابد إعتقلوا رئيس أي حزب ( مغمور ) للتلميّع و ليتعرف عليه الناخبون .
إلى لقاء ..
بقلم : محمد الطاهر العيسابي
[email]motahir222@hotmail.com[/email]
صحيفة السوداني