ثمة من يرى آثاراً لغزو فكري وعولمة ثقافية في هذه الاحتفالات، لكن الأمر ليس يقيناً، إذ عادة ما يتخذ الناس ملابس خاصة بالاحتفالات، لمجرد أنها احتفالات، ولا غضاضة في أن يتبع ذلك رقص وغناء، لكن ما يبعث على الإزعاج هو أن يتماهى السودانيون مع هذه الاحتفالات وينسون احتفالا آخر يخصهم. ويقول الطالب الجامعي محمد سعيد إن التأثر بأنماط الاحتفالات طغى على تذكرهم لتاريخ بلادهم، ونسوا أن الأول من يناير هو اليوم الذي أُعلن فيه استقلال السودان من داخل مباني البرلمان، وهو في نظر سعيد أهم الأحداث التي سجلت في تاريخ العالم عموماً والسودان خصوصاً، ويشير إلى أن أهمية ذلك اليوم أهلته لأن يضاف ضمن المناهج الدراسية في مرحلتي الأساس والثانوي. وتشهد البلاد هذه الأيام الاحتفال بهذه المناسبة التاريخية، ويبدي سعيد أسفه على أن غالبية من الشباب لا يدركون، ولو القليل، من ذلك التاريخ العظيم، وإنما تتمحور جل اهتماماتهم في الاستعداد لليلة رأس السنة الميلادية والاحتفال بها، والاستعداد لها قبل أيام من الاحتفالية ويتمثل ذلك في الحشود الهائلة التي تعم شوارع الخرطوم والرحلات النيلية وهدر تلك المناسبة العظيمة.
خلفية مبنية على التاريخ
يقول ياسر أبو قرون أستاذ التاريخ بالمدارس الثانوية إن الانشغال بالتكنولوجيا الحديثة له الأثر الكبير في ضياع تلك المعلومات لدى الشباب دون التركيز في هذه الأحداث التاريخية المهمة، إنما يركزون فقط على آخر صيحات الموضة، وآخر كليبات الفنانين، في حين أن تاريخ السودان يدرس في مرحلتي الأساس والثانوي بالرغم من ذلك لا يعلمون من سيرة الأزهري أو استقلال السودان شيئاً.
مظاهر مختلفة
تتجلى مظاهر الاحتفال برأس السنة في عدة أشكال وأنماط، وهناك كثير من الخيارات بالنسبة للجمهور من بينها الاستماع إلى فناني الإيقاعات الشعبية والمطربين الكبار منهم والشباب. وفي السياق، تفضل بعض الأسر قضاء أوقات رائعة في المتنزهات والحدائق للاستماع لمجموعة من المطربين، فيما يرغب بعض الشباب في التحرك صوب ملاعب الأكروبات والسيرك، وعلى الجانب الآخر تنتشر مجموعة من الأوراق الدينية التي يقدمها السلفيون، وتحذر من المشاركة في الاحتفالات مع النصارى، على حد تعبيرهم، وفي الطرقات ينتشر الشباب والصبايا ويلعبون دورا كبيرا في معركة طريفة مفتعلة قوامها الرشق بالبيض بين المارة وأرتال السيارات
اليوم التالي
خ.ي