لا نعرف من الذي سمح للمطرب طه سليمان بحمل (مايك) منقوش عليه اسمه بالخط العريض في برنامج (أغاني وأغاني) ليميزه تمييزا استثنائياً عن أقرانه؟ وهل سمح هو لنفسه أم سمحت له إدارة القناة؟ وإذا سمحت له إدارة القناة لماذا لم تسمح لعاصم البنا أو عصام محمد نور أو فرفور أو مصطفى السني؟ فجميعهم أكبر منه عمرا فنيا وسنيا وإذا افترضنا أنّ القناة كانت ستسمح لكل الفنانين بالبرنامج بحمل (مايكات) نقشت عليها أسماؤهم لوضح للمشاهد كأنما القناة تريد أن تروج للفنانين بصورة إعلانية جديدة أو أصبح البرنامج وكأنه برنامج دعائي مدفوع القيمة. هذا يؤكد نرجسية طه وإذا افترضنا أن القناة إاستثنت طه ذلك الاستثناء الدعائي الإعلاني هل هو استثناء إعلامي مدفوع الأجر؟ أم استثناء خاص لعيون طه؟
طه سليمان معروف بتقليعاته الغريبة في حركاته وسكناته بل حتى في كلماته وموسيقاه خصوصا عندما سبق أن قام بعملية (مشاط) لشعره وسط دهشة كل الوسط الفني والإعلامي، وملأت صورته (الممشطة) كل الصحف والمنتديات الإلكترونية.
نرجسية طه أضحت بائنة للعيان في كل شيء وذلك يدعوني إلى أن أنزل جزءا من اقوال وأفكار (فرويد) في الشخصية النرجسية التي قال عنها: (الصفة الأساسية في الشخصية النرجسية هي الأنانية فالنرجسي عاشق لنفسه ويرى أنه الأفضل والأميز والأذكى ويرى الناس أقل منه ولذلك فهو يستبيح لنفسه استغلال المحيط الدائر حوله ويسخر منه بكل تهكم ويهتم كثيرا بتقليعاته وأناقته، ويستفزه التجاهل من قبلهم، ويحنقه النقد ولا يريد أن يسمع إلا المديح وكلمات الإعجاب ولديه شعور غير عادي بالعظمة، ويسيطر عليه حب الذات، وأنه شخص نادر الوجود أو أنه من نوع خاص فريد لا يمكن أن يفهمه إلا خاصة الناس و ينتظر من الآخرين احتراماً من نوع خاص لشخصه وأفكاره، وهو استغلالي، يستفيد من مزايا الآخرين وظروفهم في تحقيق مصالحه الشخصية، وهو غيور، متمركز حول ذاته يستميت من أجل الحصول على المناصب يتمدد حول ذاته قبل ان يتمدد في المجتمع الذي بعيش فيه). إلى هنا انتهى حديث (فرويد) الذي حاولت أن اختصره كثيرا، وعلى قنواتنا المحلية محاولة ضبط استديوهاتها حتى لا تصبح مطية إعلانات وهمية تنقص وتخصم من رصيدها أكثر مما تضيف وعليهم أن ينتبهوا قبل التسجيل حتى لا (يتلب) مطرب آخر بوهمة جديدة أو يأتينا طه بــ(قنبلة) أخرى!
صحيفة السوداني
خ.ي