ومن هنا بدأ مسلسل استهداف الطائرات الإسرائيلية الذي تسبب في هجوم إسرائيلي على مطار بيروت تمر اليوم ذكراه الـ46، انتقاماً من هجوم مسلح لعناصر من «الجبهة الشعبية» استهدف طائرة ركاب إسرائيلية خلال رحلتها إلى نيويورك، قبل إقلاعها من مطار أثينا الدولي، ما أسفر عن مقتل راكب إسرائيلي وإصابة مضيفة من طاقم الطائرة على أيدي محمود محمد عيسى وماهر حسين يماني، التابعين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وعلى الفور أعلن مكتب الجبهة في بيروت عن تبنيه للعملية.
وجاء رد إسرائيل على الهجوم على طائرتها بعد يومين فقط، ففي 28 ديسمبر 1968 قامت قوة من الكوماندوز الإسرائيلية بالهجوم على مطار بيروت الدولي، انتقاماً من لبنان لاتخاذ عناصر الجبهة الشعبية من الجنوب اللبناني محطة انطلاق لهجماتها.
بدأت العملية الإسرائيلية في مساء السبت، 28 ديسمبر 1968، بقيام سرب مؤلف من 14 طائرة هليكوبتر من طراز «سوبر فريلون» بقيادة رفائيل إيتان، بالهجوم المباغت على مطار بيروت الدولي. حيث حطت الطائرات في أماكن مظلمة من أطراف المطار، ولم يشعر أحد بنزولها نظرًا للضجيج المعتاد في المطارات.
وأطلق الجنود الإسرائيليون النار على واجهات المطار الزجاجية، فيما قاوم الحرس الخاص المهاجمين، إلا أنه لم يكن في وضع يمكنه من المقاومة الجدية الفعالة، فيما حلقت طائرة أخرى فوق الطريق المؤدية إلى المطار وأطلقت الرصاص بغزارة لمنع وصول أي نجدة، كما ألقت زوايا حديدية ذات رؤوس حادة كالمسامير على طريق المطار لمنع وصول الآليات والنجدة.
واستمرت العملية بكاملها لحوالي نصف ساعة دون أن يدرك أحد أن هناك هجوم بالفعل، ونجحت القوة الإسرائيلية في مهمتها دون مقاومة أو خسائر تذكر حتى انسحبت طائراتها بسلام قبل وصول النجدة إلى حرس المطار.
وتحت عنوان «لبنان يتحمل المسؤولية» نقلت «هآرتس»، في 29 ديسمبر من العام نفسه، ما جاء على لسان الناطق العسكري الإسرائيلي إن «هذه العملية جاءت في أعقاب الهجوم على طائرة العال في مطار أثينا الذي انطلق من مطار بيروت، وعلى الحكومات العربية التي تسمح للتنظيمات التخريبية بالنشاط داخل أراضيها أن تتحمل مسؤولية هذه الأعمال». وقدّرت الصحيفة الإسرائيلية حجم الخسائر التي لحقت بالمطار بحوالي 100 مليون دولار.
المصري اليوم
م.ت