الفانوس.. المشلعيب والقطية” حكاية الرموز الانتخابية في المخيلة الشعبية

[JUSTIFY]يتذكر كثيرون (موسم الانتخابات) في العهود الديمقراطية، وكيف أنه كان حافلا بالتنافس وإظهار القدرات الخطابية والتنظيمية وحشد المؤيدين وحث المواطنين على الاقتراع، الأمر الذي جعل الثقافة الانتخابية وضرورة التصويت لمرشح هذا الحزب تتغلغل وتنتشر إلى أعماق المجتمع فاردة مساحات من التداخل بين السياسي والمجتمعي، ما نجم عنه الكثير من المفارقات والطرائف التي سارت بها الركبان مثل الأغنيات الشعبية وإطلاق أسماء الرموز الانتخابية على موديلات ثياب النساء وأنواع الأساور الذهبية وبعض (رميات الحكامات).

(1)

وأكثر ما اشتهرت به الانتخابات وما ظل عالقاً في ذاكرة المراقب السياسي والمواطن على السواء، هي المنافسة على الدوائر الانتخابية التي أفرزت سياسيين نجوما، لا يزالون أرقاماً صعبة في الفضاء السياسي.

وبخلاف الانتخابات المقبلة المضروبة في العام المقبل، فإن الموسم الانتخابي تظهر تداعياته منذ وقت مبكر، وقليلا ما اكتنفت الانتخابات عقبات المقاطعة الشعبية أو الحزبية، وظلت مكانا لارهاصات القيام والتأجيل، فدقة قيام الانتخابات وسانحتها المنتظرة ليست مكانا للقيل والقال.

(2)

وقبل أن يتطور الإعلام الجماهيري والطباعة الحديثة، كان المرشحون يلجأون إلى وسائل إعلامية تقليدية يروجون من خلالها لرموزهم الانتخابية.. ومن أبرز تلك الرموز وأكثرها إثارة للجدل ومصدراً للسخرية والفكاهة، رموز مثل (القطية- الكفتيرة- الفانوس- المشلعيب والدلو)، وإن كانت ترمز في مضمونها لقضايا الناخبين ومطالبهم.

(3)

وهكذا حفلت مجالس الأنس بقصص وحكايات عن الدوائر الانتخابية وما يجري فيها من مقالب، وشهدت دوائر انتخابية تنافسا شرسا كما هو الحال في دائرة الصحافة التي نزل فيها زعيم الاتجاه الإسلامي وقتها الدكتور حسن الترابي، فيما اختار مرشحون آخرون أمثال الشريف حسين الهندي الترشح في دوائر نفوذهم في الحوش بولاية الجزيرة، وظلت الدوائر الانتخابية مكانا للتنافس في أقاليم السودان المختلفة. حيث عرف حزب الأمة بنفوذ في غرب البلاد، فيما اشتهر الاتحادي الديمقراطي بالفوز في دوائر شمال وشرق البلاد.

اليوم التالي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version