ما نود الحديث عنه اليوم يختلف قليلاً، فالموقف الذي نتطرق له يكون فيه الفرد على علم تام بالمكان والزمان وكل الرموز. لكن بسبب ما يحدث من تغيير في الحقائق المعروفة فيكون العالم الذي لم ينتبه ضحية هذا التغيير.
بينما قائد السيارة يسير بسيارته قادماً من إحدى عواصم ولايات بحر الغزال الكبرى إلى مدينة أخرى تقع في نفس الولايات، كان السائق مندفعاً فالشارع يساعد على ذلك ولا يوجد إزدحام.. فجأة اندفعت السيارة إلى داخل حفرة كبيرة تعترض الشارع لم ينتبه لها السائق إلا بعد خروجه منها وقيام الضحايا من الطين والمياه. واتضح فيما بعد أن الجهة المسؤولة من صيانة الطريق كانت قد وضعت لوحات توضح بأن الطريق تحت التشييد، لكن سكان المنطقة ليسوا على دراية تامة بتلك اللوحات وأهميتها فجاء بعض المواطنين وأخذوها معتقدين أنها بلا غرض في ذلك المكان ليستفيدوا منها في أشياء أخرى يعتقدون أنها ذات أهمية بدلاً من تعرّضها في الخلاء للأمطار والشمس.
أو ما رأيك في حافظات المياه البلاستيكية التي تجدها تحمل علامتين على يمينك تجد اللون الأزرق أو أخضر أو غيرهما بينما على اليسار من وقوفك أمامها اللون الأحمر، وصار معروفاً بأن اللون الأحمر يعني بأن المياه ساخنة بينما أي لون غير الأحمر يعني البرودة.. ماذا لو أنك وجدت الألوان معكوسة الاتجاهات؟.
حدث هذا الشيء لي مرتين، في المرة الأولى لم أنتبه أبداً والحمدلله بأن غفلتي وقعت على المياه الباردة بينما كنت أقصد المياه الساخنة. ففي إحدى المرَّات في الشهور الماضية أخرجت لبن بودرة كنت محتفظاً به وأردت تناوله فخلطته بالسكر داخل الكوب ثم ذهبت مطمئناً إلى الحافظة وضغطت على الزر الأحمر وأنا متأكد من سخونة المياه، وعندما حاولت تذويب السكر اكتشفت بأن الماء لم يكن ساخناً.. وهنا أخبرني من كان بالغرفة بأنهم قاموا بتعطيل تسخين المياه. وفي نهار أمس كدت أتعرّض لنفس التجربة عندما جئت إلى مكتب قريب مني وأردت ماءً.. وقبل صب الماء لمست الزر الأزرق بطرف الإصبع فوجدته يخرج مياهاً ساخنة فتحولت إلى الزر الأحمر لأجده يخرج المياء البارد.. بعدها تحدثت للمسؤولين عن تلك الغرفة معاتباً إياهم على هذا الفعل فقالوا بأن الزر الأزرق مكسور ولذا استبدلوه بالأحمر السليم..
كم هي خطرة المقاصد الجميلة والبريئة التي نتاجئها خطرة. [/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1180- 2009-2-25