فالمملكة العربية السعودية وهي أكبر منتج للنفط في العالم (9.7) مليون برميل يومياً، رفضت تخفيض كمية إنتاجها المطروح في الأسواق للمساعدة في استقرار الأسعار. وتبنت منظمة (أوبك) رؤية السعودية الأكثر تأثيراً في المنظمة، وذلك بدعوى محاربتها للشركات المنتجة للنفط (الصخري) في الولايات المتحدة الأمريكية، التي ارتفعت كميتها من هذا النوع إلى نحو (10) ملايين برميل فقاربت حد الاكتفاء الذاتي!
وبالفعل، فإن الهبوط الكبير في أسعار النفط أدى إلى تكبد الشركات الأمريكية المنتجة للنفط (الصخري) – الأكثر تكلفة – خسائر فادحة خلال الأسابيع الفائتة!
قد تكون هي حرباً اقتصادية في المقام الأول، ولكنها في ذات الوقت لا تخلو من أجندة السياسة واستخدام سلاح البترول ضد خصوم محددين.
بالنسبة لنا في السودان، ورغم أننا ننتج كمية قليلة حوالي (140) ألف برميل يومياً، بالإضافة إلى عائدات رسوم تكرير وعبور نفط دولة الجنوب، إلا أن بلادنا تستورد كل حاجتها من الجازولين من الخارج، وتضطر وزارة المالية إلى التكفل بسداد الفرق بين السعرين (العالمي) و(المحلي)، بالنسبة للبنزين والجازولين في ما يعرف بـ( دعم المحروقات) بالميزانية .
بهذا الهبوط الاستثنائي لأسعار البترول عالمياً، تنخفض عندنا نغمة (رفع الدعم عن المحروقات) التي تعودنا على سماع أسطوانتها المشروخة قبيل تقديم كل موازنة . . والحمد لله .
وقد بدا وزير المالية السيد ” بدر الدين محمود ” مطمئناً ومرتاحاً، عكس حال سلفه في مثل هذا الوقت، بل منذ منتصف العام الفائت، ولعلكم تذكرون الكارثة التي حلت بالبلاد أو على الأقل بالخرطوم ومدني في سبتمبر 2013 !!
ليس البترول وحده، فقد هبطت أيضاً أسعار القمح في غالب مناطق الإنتاج بالمعمورة.. (طبعاً السادة المستوردون يلبدون عند انخفاض الأسعار بالخارج . . لكنهم يملأون ساحتنا ضجيجاً واحتجاجاً عند ارتفاعها . . الخير لهم . . والشر يعم) !!
كل هذا رحمة بفقراء أهل السودان.. اللهم لك الحمد.
مصائب قوم عند قوم فوائد.
المجهر السياسي
خ.ي