هويدا سرالختم : حسبنا الله ونعم الوكيل..!

[JUSTIFY]في مجلس الوزراء قال وزير المالية بدر الدين محمود إن وزارته مستمرة في إنفاذ مشروعات التنمية وبرامج الرعاية الصحية الأولية وتعليم الأساس ومشروعات المياه والطرق والجسور وغيرها من المشروعات التي بدأت ضمن الموازنة المالية للعام 2014م. وقال إن الموازنة الجديدة تتميز بتوجهها نحو توسيع قاعدة الإنتاج وتنوعه. وأشار إلى (الاستقرار الذي شهدته موازنة العام الماضي. والتحسن الذي طرأ علي ميزان المدفوعات واستقرار سعر الصرف وزيادة معدلات الإنتاج. وانخفاض معدلات التضخم.!).

يبدو أن السيد وزير المالية لا يعلم أن تقرير المراجع العام خرج الى السطح و(كشف المستور) ماذا لو لم تكن وزارة المالية (شخصياً) حسب تقرير المراجع العام (اعتدت على مبلغ (16) مليار التزامات على الوزارة بحسابات بنك السودان. وماذا لو لم يكشف التقرير زيادة في استدانة الحكومة من النظام المصرفي بقيمة (3) مليارات جنيه، وعدم تطابق (1.1) مليون جنيه في رصيد الاستدانة بكل حسابات بنك السودان والحساب الختامي للمالية.. ثم أين هذا الاستقرار في سعر الصرف الذي تحدث عنه السيد الوزير.. الدولار كل عدة أيام يطيح بالجنيه السوداني وما يلبث أن (يرفع رأسه) حتى يطيح به مرة أخرى وكلها في حدود أيام.. ومن أين تأتي الزيادة في معدلات الإنتاج بتوقف الزراعة والصناعة والتجارة أي توقف الإنتاج بصورته التجارية.. ألم يمر بالسيد الوزير المجهودات الجارية لاستيراد القمح من روسيا مع الشح الكبير لهذا المحصول الرئيسي.. ألم يكن طرفاً في الاستنجاد بشركة الحمامة التي لا نعلم الى أي جهة تنتمي لسد ضائقة القمح بعد عجز أكبر شركات استيراد القمح عن استيراده.. ألم يسمع بتصريحات البرلمان التي تدعم الحقائق على أرض الواقع عن وجود عجز في الجازولين والغاز ووقود الطائرات..

من (يقرطس) وزير المالية.. مجلس الوزراء.. أم الشعب الصابر الذي يبتلع تصريحات المسؤولين (بجردل مياه) أم برلمان الحكومة.. أم القضية كلها لا تتعدى أن تكون (مجرد تقارير والسلام).. هل اقتنع مجلس الوزراء بهذا (الهراء) الذي يجافي الواقع تماماً أم هو يجامل وزير المالية (عملية جبر خاطر يعني).!

وزارة المالية المفروض أنها تضع الاستراتيجيات والخطط الاقتصادية التي تحرك الإنتاج وترفد ميزان المدفوعات أصبحت مجرد وزارة خزانة وليتها كانت أمينة على هذه الخزانة.. الآن الأموال يتم تحصيلها خارج أورنيك (15) على مسمع ومرأى وزارة المالية.. والأموال يتم تجنيبها حتى داخل الوزارة نفسها.. والكثير من التجاوزات التي (تفقأ عين) وزارة المالية.!

هل علمتم الآن لماذا لم تستطع البلاد الخروج من أزمتها.. (كلو ينافق على كلو).. حتى المواطنين في فترة من الفترات صدقوا الكثير الذي كان يجافي الواقع من كثرة ما قدم بتأكيد و(قلب قوي.. وقوة عين).. كنا نعتقد أن هذه المحنة الكبرى التي تمر بها البلاد ستكون درساً قاسياً للحكومة تغير معه منهجها في التعامل مع القضايا الهامة وفي إدارة البلاد.. حتى تستطيع الإمساك بها قبل الانزلاق نحو الهاوية.. ولكنا كنا مخطئين في ظننا وها هو ذا وزير المالية يقدم الدليل على أننا واهمون.. فنحن نعيش في عالمين مختلفين.

صحيفة الجريدة
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version