محمد الطاهر العيسابـي: حسناً فعلت أخي ضياء الدين !!

قبل شهر تقريباً أو يزيد ، إلتقيت برئيس أحد الصحف ( السابقين ) على هامش مؤتمر جامع أقيم بالعاصمة السودانية ( الخرطوم ) ، وكان لازال رئيساً على صحيفته ، أقبلت نحوه مصافحاً له بأريحيّة وهو في كامل أناقته كما جميعنا لايقل عن الآخر ، وكان بصحبته الأستاذ الخلوق مصطفى أبوالعزائم والذي سيستبين الفرق الشاسع بينهما من خلال السرد ، قمت بتحية الرجل في إحترام جمّ بغض النظر عن موقعه أو مكانته فهو يكبرنا سناً بفارق كبير ، عرفته بنفسي وقابل ذلك ( بفتور ) مصطنع ، على نقيض من كان حاضراً الأستاذ أبوالعزائم ، الذي رحب بي بتواضع و ببشاشة وحفاوة وكأنه يعرفني منذ سنوات ، ولأنه إعلامي ذكي مخضرم ولمّاح و مواكب فما إن ذكرت إسمي بادرني قائلاً : نعم قرأت لك بصحيفة ( السوداني ) ، قلت لصاحبنا رئيس تحرير الصحيفة ( السابق ) بلطف في دردشة لاتخلو من ( شكوى ) أن صحيفتكم تنقل من موقعنا الإلكتروني ( الاخباري ) أخباراً حصريّة ، دون أن تنسب إلي المصدر ، وهذا ماينافي ( الأعراف المهنيّة ) والحقوق الأدبيّة ، أجابني الرجل في ( صلفٍ ) منقطع النظير ، (for example ) ؟ ذكرت له أحد الأخبار الحصريّة من عشرات الأخبار التي نقلتها ( صحيفته ) ونسبتها إلى نفسها ، دخل في جدال ( مُكابراً ) أن هذا المثال هو لهم ( حصرياً ) !!

صراحة أحارني الرجل وأدركت تماماً بأنه غير مطلّع بما يدور حوله أو أن الرجل ( خارج الشبكة ) ، وحاول عبثاً أن يبدو ( مترفعاً ) عن هذا الفعل ، فالخبر قمت بتحريره ( بنفسي ) ، ونقلته صحيفته ( بحذافيّره ) بالنقطة والفاصلة ، وهو من أخبار المنوعات و( حصرياً ) غير مشاع ، ومصدر الخبر تربطني به علاقة صداقة لايعرف ( رئيس الصحيفة ) أو من فيها من قريب أو بعيد ، فقلت له: إن كان هذا الخبر لكم فلماذا تنسخوه منّا ( بضبانتو ) ، تلعثم الرجل .

بعدها بأيام معدودات طالعتنا الصحف بإقالته لفشله بالنهوض بصحيفته ( الخاسرة ) بعد أن تم إعطاؤه مهلة كافيّة للنجاح ، خرجت من هذا ( الموقف ) وقد إشتظت غضباً في عدم رد الحقوق إلى أهلها و ( المكابرة ) في ذلك حتى دون تعليل لائق أو إعتذار ، وفكرت في كتابة مقال ( أمد فيه رجلي ) كما فعل أبوحنيفة النعمان عندما علم ما بجعبة من كان يظنّه عالماً أو بمثلنا الدارج ( أن بالقُبة فكي ) ولكني تراجعت عن ذلك لإعتبارات ( عديدة ) وأسررتها في نفسي .

في يقيني أن صفحات الصُحف ليست ساحة تدار فيها ( المعارك ) بين الزملاء ، ولكن للأسف أحياناً يجد البعض أنفسهم مضطرين ومدفوعين لذلك دفعاً ، وفي النهاية ليس هناك طرف رابح في المعركة وإن كانت ترد له الإعتبار الذي أراد أن يفقده إياه من ( إبتدر المعركة ) والبادي أظلم . فنحن بشر عاديّون ولسنا ( المسيح ) لندر خدنا الأيمن لمن صفعنا بالأيسر، ونخطيء ونصيب ، وكلكم خطّأءون وخير الخطّائين التوابون ، ولقد أحسنت أخي العزيز ( ضياء الدين ) بإيقاف سلسلة مقالات تكسير ( بيوت الزجاج ) .

بقلم : محمد الطاهر العيسابـي
[email]motahir222@hotmail.com[/email] وإلى لقـــاء ..
صحيفة السوداني

Exit mobile version