[JUSTIFY]
هدى مواطنة بسيطة حصرت حياتها لاجل اطفالها الصغار بعد ان سافر زوجها في مهمة عسكرية بمناطق العمليات في الولايات وتركها تسكن في منزل بالايجار، وفي يوم تتجتمع فيه نسوة الحي يتداولن الحديث عن شراء اراضي باطراف منطقة الكلالة وباسعار مقبولة واوراق ثبوتية سليمة، استمعت هدى للحديث باهتمام فالحاجة سيدة الموقف وهي لا تمتلك شيئاً سوى عملها البسيط وما تجنيه من اموال تصرفه في التزامات ومعيشة الابناء وتدخر ما يرسلة زوجها من مصاريف تحسباً لحالات المرض ومواقف الشدة، قالت هدى لجارتها اريد ان اقابل سمسار الاراضي واخذت هاتفه ومعلومات عن مكانه وفي صباح اليوم التالي ذهبت لتقابله وعرض عليها مواصفات الاراضي واسعارها وطمأنها ان كافة الاجراءات تسير بشكل رسمي لتضمن تفادي الحيازة وما يصاحبها من اشكالات، واقدمت هدى على شراء الارض وفق مكاتبات بحضور اربعة رجال كشهود وخرجت هدى وهي في غاية السعادة واخبرت والداها وشقيقها بتفاصيل ما فعلته واثنوا على الموضوع واقترحوا ان تترك المنزل المستأجر وتسكن معهم لتتمكن من بناء الارض بدلاً من دفع الاموال في الايجار ووافقت هدى وحزمت امتعتها وانتقلت الى منزل اسرتها وباشرت العمل في تشييد المنزل بنفسها، لتتجنب تلاعب العمال في البناء ومن حين لاخر كان يأتي شقيقها ليتفقد الوضع ويشرف على العمال ويصدر التوجيهات السليمة التي اضافة الى انه يريد ان يبين للعمال ان هذه المرأة خلفها رجال ولا يستهان بها، واستمر الوضع قرابة العامين الى ان اكتمل تشييد المنزل الصغير وبعدها قررت الرجوع الى منزلها وتستقر فيه وبالفعل مضى اسبوع كامل وهدى وابناؤها في حالة ترتيب وتنسيق منزلهم وعاشت الاسرة الصغيره بمنزلها بعيداً عن ضغوط الايجار وملاحقة صاحب المنزل لدفع المال، وكان برنامجهم كل صباح يذهب الاطفال الى مدارسهم والام الى عملها، وانقلب ميزان الحياة واسودت في وجه الام واطفالها بظهور رجل غريب جاءها في المنزل واخبرها ان الارض ملكه وتم بيعها لها دون وجه حق، وطالبها باخلاء المنزل خلال اسبوع والا سوف يدمره على رأسهم قائلاً: «علي وعلى اعدائي» ولم يكن امام هدى الا ان استنجدت بشقيقها الذي ذهب الى سمسار الاراضي الذي افاده انه ورد خطأ ويريد ان يصلحه بان يمنحها قطعة ارض في مكان اخر بذات المنطقة، الا انهم رفضوا بشدة موضحين حجم الخسائر التي صرفت في تشييد المنزل، ولم يستجب السمسار لما قالوه واخبرهم انهم سيواصلون اجراءاتهم ان لم تنفذ امر الاخلاء ومرت اصعب الايام بالنسبة لهدى التي لم يغمض لها جفن ولم تتذوق طعم الراحة منذ ذاك اليوم، وهي في حالة ارهاب وتهديد تمر بها يومياً من قبل سمسار الاراضي ورفقائه المحتالين. وقررت ان تتمنع عن تنفيذ قراراتهم وتواجه هذه القضية بقلب جامد وتتوقع الاحداث السيئة قبل الحسنة، بالفعل منذ صباح باكر حضر السمسار ومعه من يدعي ملكية الارض وتهجما عليها في المنزل وبدأوا في تكسير حائط الغرفة وعند مقاومتها لهم اوقعوها ضرباً وسببوا لها الاذى وخرجت مسرعة متجهة الى قسم الشرطة وتدوين بلاغ في مواجهة السمسار واتباعه، الا ان السمسار كان محتالاً متمرساً اذا انه فتح في مواجهتها عدداً من البلاغات كيدية وفي كل مرة يتم القبض عليها في قضية مختلفة لا علاقة لها بها، وتحاول في كل مرة ان تثبت الحق وتخرج بضمان من اجل اطفالها الذين فقدوا جو الراحة والاستقرار الاسري واستاءت حالتهم النفسية خاصة عندما يشاهدون حضور افراد الشرطة لمنزلهم واخذ والدتهم من بينهم، واشتكت هدى من طول الاجراءات وطالبت بان يحال البلاغ الى المحكمة نسبة انها الجهة الوحيدة التي يمكن ان تنصف حقها خاصة بعدما تعرضت للسجن في قضية احتيال اتهموها ببيع ثلاجات واخذ اموال الناس وفي الواقع لم تكن لها اي سابق معرفة بامور التجارة، وبالفعل احيلت البلاغات الى المحكمة التي باشرت الجلسات واستمعت الى كافة اطراف القضية من دفاع واتهام الذين وبعد ان جمعت المحكمة الادلة والبراهين المتعلقة بالبلاغ قررت شطب البلاغات وإخلاء سبيل هدى خاصة بعد ان هرب الشاكي في بلاغ الاحتيال ولم يحضر الى المحكمة لاخذ اقواله بل هرب متفادياً الوقوع في المشاكل .
نجلاء عباس
صحيفة الإنتباهة
ت.أ
[/JUSTIFY]