محمد الطاهر العيسابـي: المعاملة بالمثل !!

الأوراق التي بيد الحكومة السودانية مقابل دولة الجنوب ( باهظة ) وغالية الثمن ، ورغم ذلك لازال الساسة في جنوب السودان يصّرون على السباحة عكس التيار و ( طبز ) أعينهم بأصبعهم ! والدخول في مغامرات صبيانيّة بدعمهم للحركات المسلحة التي لم ترتض بالسلام ، وتقابل الخرطوم كل ذلك بصبر ( أيوب ) وصفح ( المسيح ) !
فبدلاً أن تضغط ( جوبا ) في إتجاه السلام ، فإنها تجمع مزيد من الحطب لإشعال النار بدعمها ( السخيّ ) للحركات المسلحة مادياً ولوجستياً وإيواء ، فبأي ( منطق ) تفكر جوبا وهي لازالت منهكة وتترنح من جراء حروبها الداخلية التي لم تنطفيء جذوتها حتى الآن ، كما هي الآن في حاجة أكثر من أي وقت مضى لكسب ود ( الخرطوم ) ، بعد أن أثبتت تجاربها أن الإستغناء عن ( الخرطوم ) بأي عاصمة مجاورة رهان خاسر ، لبلد تعتمد على أكثر من 60% من قوتها على السودان .

وواضح أن قادة النظام في ( جوبا ) لايبنون علاقاتهم مع السودان من منطلق ( إستراتيجي ) يدفع بها إلى الامام ، بقدر ماهو منطلق ( تكتيكي ) تحتاجه جوبا عند ( الزنقة ) وما أن تضع يدها في الماء ، تعود إلى عدائها ( القديم ) !
فلا زالت ( الخرطوم ) تخدعها الإبتسامات التي تنطفيء مع وميض الكاميرات ، وتمد يدها بسخاء نحو ( جوبا ) التي ( تعُضها ) مراراً دون أن ( تتعظ ) !التحذيرات وبيانات الخارجيّة السودانية ، لاتجدي نفعاً ، قبلها ذهبت الخارجية وجهاز الأمن بالأدلة الموثقة والأدلة القطعيّة التي تؤكد الدعم والإيواء ، فغيرت جوبا من ( تكتيكها ) ولم تكف عن دعمها يوماً ما !
فعلى الخرطوم أن تعامل جوبا ( بالمثل ) وتأوي كل معارضيها المسلحين وفي مقدمتهم قوات مشار التي ( تلكأت ) في إستقباله بالخرطوم لكي لاتجرح ( مشاعر ) الحبيبة ( جوبا ) ، كل ذلك لايعطي له ساسة الجنوب أي قيّمة أو تقدير ، فما أن ( يشمّوا العافيّة ) وإلا ينسون كل إلتزامهم الأدبي والأخلاقي ، دون إدراكهم لأهميّة عمقهم الإستراتيجي الذي ما أن إندلعت حروبهم وإلا كان مأوى للنازحين من شعب الجنوب ، فالشعوب ( تقدر ) الجار وتدرك ( قيّمته ) أكثر من الحكومات .

وعلى ( الخرطوم ) أن تتفهم تفكير جوبا وان لاتذهب بعيداً عند رؤية إبتسامتها ( الزائفة ) وتسمع كلماتها ( المعسولة ) من شاكلة ( ندمنا في الإنفصال ) كما لايغرنّها زيارات قادتها التي تُبطن خلاف ما تظهر ، نحن لانطالب ب ( بفقد الثقة ) أو قرع طبول الحرب مع جوبا ، ولكننا ندعو للتعامل مع ( واقع ماثل ) دون أن نغمض أعيننا ونظن أن بالقصعة ( عسل ) ، ندعو الخرطوم بالتعامل الأمثل مع علاقات جوبا ( التكتيكيّة ) إلى أن تعود إلى رشدها وتتوب .
إلى لقاء ..

بقلم : محمد الطاهر العيسابـي
[email]motahir222@hotmail.com[/email] صحيفة السوداني

Exit mobile version