مجموعات من الشباب تتراوح أعمارها ما بين 15 إلى 20 سنة ويتميزون بالسرعة والدقة في تنفيذ مهامهم مستهدفين النساء والفتيات والأطفال، هذه المجموعات (العصابات) تتمركز في جميع أنحاء الموقف. والغريب في الأمر أن هذه العصابة تنفذ عملها على مرأى من المارة دون خوف من أحد، وعالباً ما تكون عمليات النهب الخطف من داخل المركبات العامة أو وسط الزحمام عند التدافع لصعود المركبة.
قالت صابرين حسن لـ (اليوم التالي) إنها صارت تخشى الركوب من موقف جاكسون جراء ما تعرضت له من سرقات داخل الموقف ما أصابها بالرعب الشديد. وأوضحت أنها سُرقت مرتين، الأولى عندما فقدت هاتفها، وهي تحاول الصعود إلى المركبة وسط الزحام الكثيف، من قبل. وأضافت: استعنت بهاتف إحدى الراكبات للاتصال بهاتفي، ففوجئت بأنه مغلق، كررت المحاولة بلا نتيجة أو جدوى، فأيقنت أنني فقدته إلى الأبد.
واستطردت (صابرين): أما الثانية فكانت بذات أسلوب الأولى، ومن وقتها أصبحت أخشى موقف جاكسون، وأخاف تلك العصابات المنتشرة فيه التي تسترزق من السرقات، وعلى كل فتاة تستخدم هذا الموقف أن تستعين بشخص يحميها، والله المستعان.
فوضى عارمة
شهدت (اليوم التالي) خلال جولتها في موقف جاكسون إحدى عمليات النشل، كانت هنالك بنت تجلس داخل حافلة صغيرة (كريس) تابعة لخط (الشقلة أم درمان)، حين جاءها طفل لم الرابعة عشرة من عمره من الخلف، فخطف هاتفها وهرب بسرعة الهروب كانت على غير العادة تدل على أنه متمرس ومتدرب لعمله، وعندما التقينا بالضحية التي صُعقت ولم تستطع أن تتصرف من فرط المباغتة، انخرطت بعدها في نوبة بكاء، فالطريقة كانت مفاجئة وخاطفة ما أصابها بالرعب والصدمة، وأخيراً توجهت لتدوين بلاغ بالحادثة.
قالت الفتاة لــ (اليوم التالي): والله لم أحس به، كان سريعاً جداً خطق هاتفي من النافذة وعندما نزلت من العربة كان قد اختفى تماماً وسط الزحام كانما ابتلعته الأرض. وأضافت: أصبحنا نعيش في حالة من الفوضى، ونشعر أنه لا توجد حماية لنا جراء ما يحدث، وناشدت المسؤولين في موقف جاكسون أن يسعوا لحل هذه المشكلة حلال جذرياً.
في الحالتين أنا ضايع
بحرقة قال (محمد العدناني الأمين) خريج جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا: “حرام.. حرام.. ليه؟ هو أنا بلقى الموبايلات دي في مسابقات”، واستطرد: عندما هممت بالصعود إلى الحافلة وكان حينها الوحام شديداً، ظفرت بعد جهد بمقعد، فطلب مني من كان جالساً بجواري أن أتفقد محتويات جيوبي، فقلت له لماذا؟ فرد: أظنك سرقت! وعندما فعلت، لم أجد هاتفي. قلت لمن نبهني: “هل رأيت من سرقني؟” فأجابني “أنا أيضاً سُرقت لكن إذا نزلت فلن أحصل على هاتفي وسأفقد مقعدي، لذا من الأفضل أن أكسب واحدا منهما”.
وشدد (العدناني) على أنه لا توجد حماية ولا تأمين كافيين بموقف جاكسون، بل لذلك على الجميع توخي الحيطة والحذر. وأضاف: “هناك الكثير من السرقات تحصل يوميا، لكننا لم نسمع بأي قبض للصوص أو محاربتهم، بل هي شبكة صغيرة خطيرة تحمي نفسها جيدا، نعم لأنهم يسرقون في وضح النهار وعلى أعين الناس، هي عصابة لا تخاف من أحد، تنفذ أعمالها بدقة من دون ضوضاء أو لفت انتباه الناس لها، وأقول أيضا على الجميع حماية أنفسهم والإمساك بمحتوياتهم جيدا”.
نشل منظم ومنتظم
وفي السياق، قالت الطالبة الجامعية (مشيرة) التي تعرضت للسرقة في هذا الموقف، إنها وبعد (نزولها) من الحافلة التي كانت عليها، وبينما هي في طريقها لسداد رسومها الدراسية بجامعة السودان (الجناح الغربي)، تفقدت حقيبتها فإذا بالرسوم تختفي، حتى أنها أصيبت بما يشبه الذهول التام. وأضافت: “لم أعرف كيف تمت السرقة، لم أشعر بأحد وهو (ينشل) رسومي، وحسبي الله ونعم الوكيل”.
إلى ذلك، فإن الجميع يتفق على أن موقف جاكسون صار من أكبر بؤر النشالين في العاصمة إن لم يكن في السودان قاطبة، فحالات السرقات تتم يوميا وبصورة منتظمة ومنظمة، كما اتفق الجميع على ضرورة تفعيل الحماية الأمنية للمواطن ومطاردة النشالين (وهم معروفون)، واتفقوا أيضاً على ضرورة توخي الركاب الحيطة والحذر لحماية أنفسهم من هذا الخطر الداهم.
اليوم التالي
خ.ي