وقال للصحافيين بمجلس الوزراء أمس إن الجولات الأخيرة شهدت تعنتاً من قطاع الشمال ومراوغة في الاتفاق على وقف إطلاق النار وإدخال أجندة جديدة لا علاقة لها بالمنطقتين. وذكر أن المجلس استمع لتقرير حول المفاوضات مع الحركة الشعبية. وأضاف قائلاً: «كان إصرارنا على أن نمضي قدماً لوقف الحرب في المنطقتين لمعاناة الناس الكبيرة هناك، والأولوية لوقف إطلاق النار، لكن الطرف الآخر أدخل مطالب جديدة مثل الحكم الذاتي للمنطقتين مما يتعارض مع المشورة الشعبية، بجانب مطالبته بحل الجيش وتكوين قوات أخرى وإلغاء الشريعة الإسلامية في الخرطوم والمنطقتين»، ووصف غندور تلك الشروط والأجندة الجديدة بالمحاولة لضرب المفاوضات. وتابع قائلاً: «هذه شروط لا يقبل بها الشعب» منوِّها بأن الحكومة جاهزة للتفاوض متى ما دعت الآلية الإفريقية لذلك، وأكد غندور أن رؤية الاتفاق على وقف شامل يفضي إلى اتفاق سياسي يتوج بتصفية كل الحركات المسلحة ونزع السلاح، وقال: «قطاع الشمال أثار أمر الحكم الذاتي للمنطقتين والفصل بين الدولة والدين، وإعادة تكوين القوات المسلحة والشرطة وفق أسس جديدة، وإقحام دارفور ومفاوضاتها في المباحثات أثبت تعنت قطاع الشمال وعدم جديته فى الحوار، مما دفع الوسيط لرفع الجلسات لتكون الجولة القادمة فى يناير المقبل».
وفي ذات الاتجاه قال كرشوم لـ «الشروق» أمس، إن عرمان قال بوضوح العبارة أثناء الجولة الأخيرة للمفاوضات في أديس أبابا إنه لن يوقع على اتفاق في المنطقتين ما لم توقع الحركات المسلحة في دارفور. وأضاف قائلاً: «إن حركات دارفور جيرانهم وقواتهم الآن مختلطة مع قواتهم على الأرض في جنوب كردفان في تحالف عسكري لا انفكاك منه، لأنهم إذا وقعوا ولم توقع حركات دارفور سيكون له أثر مباشر على أمنهم الشخصي». وقال إن عرمان يستخدم تكتيك المراوغة والمطاولات في التفاوض لأنه لا يملك إرادة حرة لنفسه، وينفذ أجندة أخرى تسعى لزعزعة استقرار السودان. وأوضح أن عرمان يتحدث عن قضايا لا علاقة لها بالمنطقتين مثل الشريعة الإسلامية والحكم الذاتي والمؤتمر الدستوري التحضيري.
وتوقع كرشوم أن تعود المفاوضات بين الحكومة وقطاع الشمال في شهر يناير المقبل وتتغير الظروف السياسية الراهنة، مؤكداً أن القوى الإقليمية والدولية ترغب في إنهاء الحرب وإطفاء نار الحريق. وحمَّل فشل الجولة الأخيرة للمفاوضات للحركة الشعبية قطاع الشمال، مشيراً إلى أنها أدخلت بعض القضايا والأجندات التي لا علاقة لها بمفاوضات المنطقتين.
وقال كرشوم إن وفد الحكومة ذهب إلى الجولة الأخيرة وكانت هنالك مسودة اتفاق مطروحة من قبل الوساطة الإفريقية، وكانت الأطراف متفقة على 90% من بنودها. وأضاف قائلاً: «لكن برزت أديس أبابا كمسرح تقاطرت عليه كل جموع المعارضة السياسية والعسكرية، الأمر الذي دفع قطاع الشمال للتمسك بحلفائه العسكريين والسياسيين الجدد الذي يمثلون مجموعتي إعلان باريس ونداء السودان». ورأى كرشوم أن دخول مجموعتي نداء السودان وإعلان باريس ضمن أجندة التفاوض مثل عقبة أدت لتباعد الشقة بين وفدي الحكومة والحركة الشعبية، مشيراً إلى أن لقاء حركات دارفور والمفاوضات في أديس كان سبباً من أسباب فشل المفاوضات.
هيثم عثمان:صحيفة الانتباهة
[/JUSTIFY]