> قديماً جداً عندما قرأنا للطيب صالح «عرس الزين»، كنا نظن أن «حليمة» بائعة لـ «اللبن»… والطيب صالح يبدأ روايته بـ «قالت حليمة بائعة اللبن لآمنة ــ وقد جاءت كعادتها قبل شروق الشمس ــ وهي تكيل لها لبناً بقرش: سمعت الخبر؟ الزين مو داير يعرس».
> وقتها حسبناه «لبناً».
> الآن عندما «جابهنا» الحياة في الواقع واصطدمنا باللبن الذي يباع، اكتشفنا أن «حليمة» بائعة لـ «الماء» وليس «اللبن».
> كم كانت أحلامنا وردية في السابق.
> وكم كانت حليمة «طيبة» في «عرس الزين» وهي إذا أرادت أن تغش أتت بمثل ذلك الخبر.
> الغش الآن لا يحتاج لهذه العبقرية!!
«2»
> في «الإنتباهة» قبل أيام جاء هذا الخبر: «تفجّرت الأوضاع في أبو حمد بولاية نهر النيل بين المحلية وتجار سوق «قبقبة» ـ على بعد «96» كيلو من المدينة ـ إثر قرار مفاجئ بإزالة وترحيل السوق خلال «15» يوماً لمكان قريب من المدينة، وفيما وصف المعدنون التقليديون والتجار بالسوق القرار بأنه كارثي وبأنه سيشرد ما يزيد عن «15» ألف معدّن و«5» آلاف تاجر، اتهموا تجاراً بأبو حمد بالضغط على المحلية لنقل السوق».
> قرأت الخبر أكثر من مرة، وقلت «المعارضة مشت الدهب كمان»؟!
> المحليات في كل السودان في صراع دائم مع المواطنين والتجار.
> ودائماً المحليات تبحث عن الطريقة الأسرع التي يمكن تجلب لها «الرسوم».
> لذلك فإن في كل سيّر الأسواق التي رُحلت ونقلت من مواقعها إلى مواقع أخرى، كانت هناك رسوم وجبايات جديدة وأقساط تسدد سنوياً أو على رأس كل شهر.
> وما ترحيل السوق إلّا من أجل «جباية» سوف تفرض قبل ذلك.
> في بدايات حكم الإنقاذ اقترحت المحافظات وابتكرت أسواق جديدة سمتها «أسواق شعبية» جعلتها محطة انطلاق البصات إلى الخرطوم أو ميناء وصول من العاصمة إلى المدينة.
> الآن كل هذه الأسواق التي سميت «شعبية» أضحت «خرابة»، ولم تكن منها فائدة غير «الجبايات» التي حصدتها المحليات من هذه الأسواق.
«3»
> بعيداً عن ذلك أو قريباً منه، ماذا لو مشت المعارضة «الدهب» سوف تكون قد أراحت الناس من هم «المجابدة» اليومي بين الحكومة والمعارضة.
> لو أنهم اختصروا الزمن وذهبوا إلى «قبقبة» ربما عادوا من هناك بفوائد أعظم من تلك التي يعودون بها من أديس أبابا.
> لكن، إذا ذهبت المعارضة إلى مناطق التعدين في الشمالية أو ولاية نهر النيل من أجل التنقيب عن «الذهب» سوف يجدوا أن إبراهيم غندور قد سبقهم إلى هناك.
«4»
> عندما كانوا يقولون إن «القرود» من الحيوانات الذكية كنت استخف بالمعلومة، وأحسب أن تناول القرود للموز بطريقة تشبه تناول الإنسان للموز لا يحتاج إلى ذكاء، «بغل» يمكن أن يقوم بهذه العملية.
> لكن احترمت ذكاء القرود كثيراً عندما علمت أن مجموعة كبيرة منها ضبطت مهربة للخارج عبر مطار الخرطوم.
> القرود «هجت».
> أظن أن الحكومة محتاجة إلى مراجعة مواقفها إذا بلغ «الضيق» حتى بـ«القرود».
> لو أن قرداً «نطق» لقال معارضاً: إن كيلو الموز أصبح بـ «4» جنيهات غير رسوم المحلية، فيكف لنا لا نهاجر؟
«5»
> في القصة «الواقعية» جداً.
> يفقد الرجل «موبايله» في موقف المواصلات.
> ويفقد «أعصابه» في البيت.
> ويفقد «مرتبه» في السوق.
> ويفقد «حياته» فى المستشفى.
> ويفقد «عمره» إذا انتظر «خبر سعيد» من الحكومة والمعارضة في مفاوضاتهما الدائمة.
«6»
> هل أصبح «كسيّر التلج» من المواهب الصحفية؟
محمد عبد الماجد
صحيفة الإنتباهة
ت.أ