> والبحث عن حل يجعلنا نركض خلف كل حكاية تعبر الطريق.
> وكمال عبيد وصلاح قوش وعبد الرحيم ونافع وغندور و… و… فعلوا وقالوا.. قديماً وحديثاً.
> ونركض في سراديب الحكايات نتبع الخيط الممدود في الظلام لعله يقود إلى تفسير لما يجري اليوم.. ويقود إلى نهاية النفق.
> نركض.. ونتوقف.. الحكايات لا تقود إلى ما نريد.
> ما نريد.. هو الحل.. وما نريده هو ما الذي يحدث الآن.. وما الذي سوف يحدث.. ولماذا.. وكيف؟
> وموسى هلال قال للرئيس.. وديبي واتفاق وخطة و….
> والحكاية تغرق في هياج الخرطوم.
> وألف حكاية وألف حدث.. في لقاء ديبي والرئيس وموسى.
> والحكايات نركض خلفها.. ثم نتوقف.. لأنها لا تؤدي إلى ما نريد.
> واتفاقية باريس نحدث الشهر الماضي أن عرمان وأبو عيسى يستدرجان الصادق المهدي للتعامل معه بأسلوب السيجارة.
> والسيجارة ما بين الشفتين.. ثم الحذاء.
> والصحافة تحمل حكاية ما يحدث أمس الأول.
> والحكاية نركض خلفها ثم نتوقف.. الحكاية لا تقود إلى ما نريد.
> وقبيلة كذا التي تحتكر تجارة الذهب.. وقبيلة كذا تحتكر تهريب السلاح.. وقبيلة كذا تهريب الجلود.. وقبيلة كذا تحتكر سوق كذا و…
> وبأسلوب العصابات.
> وإلى درجة القتل.
> والحكايات نركض خلفها ثم نتوقف.
> الحكايات نجد أنها لا تقود إلى الحل أو الفهم.
> ومعارك.. ومليارات.. وجماجم في أسواق الخرطوم.
> وتجارة تحت الأرض في كل شيء.
> و… و…
«2»
> وضباط «مائة وعشرون» من قبيلة في جيش تشاد ينتهي اجتماعهم إلى التدخل في الشأن السوداني «مع التمرد» إن حدث كذا وكذا.. وضده إن حدث كذا وكذا.
> وحكايات الجنوب وباقان وكوين ومندوب مشار وسلفا وكلهم في واشنطن يعرض لحم السودان.
> والحكاية لا نريدها.
> وقصف كادوقلي جزء مما نحدث عنه قبل شهر.. وبعض الحديث عن طلب إسرائيل في لقاء يوغندا.
> احتلال مدينة.. ثم حظر جوي على دارفور.. ثم….
> خيوط نركض خلفها ثم نتركها.. لأنها لا تقود إلى الحل.
«3»
> وما نلتقي به في سراديب الركض بعضه هو
: الدولة تحادث عرمان وعقار ومناوي ومحمد نور.. وكلهم ملحد.
> عقار يعلن للحشد الشعبي أن ربه هو
: الجبل ده.
> والصحف تعلن أمس قول عقار إنه يشترط إلغاء الشريعة.
> الدولة «تعجز؟!» عن فهم أن الإلحاد هذا ليس أكثر من «مؤهلات» يعرضها التمرد.. لمن يشتري.. لا أكثر.
> والدولة التي تهتم جداً بتقرير «ريفز» الشهر الماضي.. وتطلق الردود تعجز عن فهم أن الكونجرس الذي يطلق ريفز يقول صراحة إن ريفز ليس أكثر من معلم أدب إنجليزي يعرف كيف «يؤلف».
> الكونجرس «يريد» هذا.. ولا يخفيه.
> وما يوجز العالم اليوم هو أن مصر تطلق الإنتربول لاعتقال القرضاوي بتهمة «الإرهاب».
> وفي الأنس بين الجلسات في أديس أبابا حين يلتفت مندوب الخرطوم ليسأل عرمان عن
: من يقدم المال لهم؟
> يقول عرمان ببساطة
: الشيطان.
> ولا السؤال ولا الإجابة كان مدهشاً.
> العالم اليوم هو هذا.
«4»
> كل هذا نركض خلفه.. بحثاً عن
: ما الذي يصيب البلاد اليوم؟
> وما الذي سوف يصيبها؟
> وننتهي إلى حوار مثل الهذيان عما تعرفه الدولة.. وما لا تعرفه.
> وعن جدوى إطلاق الحكايات وعدم جدواها.
> والهذيان.. يجعلنا نكتب.. ونكتب.. فالخيول العربية تظل تركض حتى تنشق.
> والفرق هنا هو الفرق بين الحصان العربي المقاتل.. وبين الماعز التائهة عند المغيب.. في زقاق.
«5»
> لكن آخر الزقاق بعض ما فيه هو
: تقرير الأمم المتحدة أمس عن الأطفال الأيتام.. يحدث عن ملايين الأطفال.. في حروب العراق وسوريا وليبيا.. ولا يذكر السودان.
> والسودان فيه أيتام حرب كثيرون.
> وخيار الخرطوم هو
: «قضا.. أخف من قضا».
> وتقرير اللاجئين والجوع والدمار في العالم.. بعضه يصدر أمس يحدث عن ألم واسع.
> وتقرير الحروب الأهلية.. وسجونها وتعذيبها.. ووحشيتها بين فئات الدولة الواحدة.. التقرير الذي يصدر الأسابيع الماضية.
> وتقارير أخرى كلها ينتهي إلى أنه
: سلامة السودان من بعض الخراب هذا.. إن كان شيئاً يحدث بتدبير الحكايات وأهلها.. فالسودان بخير.
> وإن كانت السلامة هذه تحدث بالرغم من الحكايات وأهلها.. فالسودان بخيرين.
> وخيار الناس الذي يصبح الآن شيئاً بين السودان اليوم وكل ما فيه من فساد وخراب.. وبين الموت.. يقول أهلاً مؤقتاً.
> أهلاً ما لم يمتد الأمر.. حتى يصبح شيئاً الموت أفضل منه.
إسحق أحمد فضل الله
صحيفة الإنتباهة
ت.أ