وصول سهل:
لم نجتهد كثيرا في سبيل الوصول اليها بمقر عملها، لانها اصبحت من المعالم البارزة في المدينة التي لا يزورها شخص الا و رشف من قهوة (الماظ) او كان له نصيب في أن يتناول عندها وجبة (الزغني) الشهيرة التي تجيد عملها بمهارة فائقة.
الساس والرأس:
داخل مطعمها في حي ديم النور بالقضارف وهو يطل علي الشارع العام، وفي ركن قصي وجدناها تدير طلبات الزبائن عبر الصبية الذين يعملون معها بحركة ونشاط، جلسنا معها وسألناها فقالت بعد رسمت ابتسامة واسعة على شفتيها: (انا عرفة اسقدوم مشهورة في المنطقة بـ(الماظ) جذوري في الاساس من اثيوبيا، وجدي من البني عامر و جدتي كاهلية نشات وترعرعت وسط اهلي الكبوشية فهم الساس والراس من الجد الكبير).
بدايات عمل:
وتواصل (الماظ): ( بدأت العمل في المطعم في العام 1989 بشيء بسيط جداً، ولم اتخيل في يوما ما أن يتوسع بالشكل الحالي)، وتواصل: (بدأت العمل بوجبات بسيطة مثل الفول والعدس والزغني بالكسرة، وبعد ذلك بدأت الناس تأتي إلي من كل ولايات السودان المختلفة وتوسعت في عملي بجانب القهوة والشاي).
معاناة والتزام:
عن صعوبة عمل المرأة وخروجها في تلك الفترة والمعاناة التى تجدها تقول (الماظ): (فعلا وجدت صعوبة نسبة للبيئة التي عشت فيها والنشأة والعادات والتقاليد الصارمة لاهل الشرق ونظرت المجتمع للمرأة العاملة عند البعض، لكن الالتزام تجاه اسرتي وابنائي اجبرني لكي اساهم في تربية اولادي والحمدلله كنت قدر التحدي، وتواصل: (انا اصلا من بيت جواد وبيت كرم بس ما متخيلة في يوم من الايام ابيع الطعام لانو الطعام عندنا بنكرم بيهو الضيف عشان كده ما كان بيهمني العائد المادي بقدر ما يهمني اني اكرم ضيفي وزبوني اول باول بغض النظر عن الشيء اللي بيدفعو).
صعوبات متعددة:
من الصعوبات التى واجهت (الماظ) انها كانت مربية لابناء وعاملة في نفس الوقت من اجل توفير عائد مادي يساعدها في تلك التربية، وعن هذا تقول: (انا دست علي قلبي عشان ما انكسر واكون مرفوعة الرأس واكون نموذج للمرأة العاملة المكافحة والمتجاوزة لكل العراقيل بقوة وارادة).
رسالة اخيرة:
(الماظ) بعثت برسالة اخيرة عبر (السوداني) قالت فيها: (رسالتي لكل شابة في بداية طريقها أن تكمل تعليمها لأن الشهادة سلاح ضد الحاجة والظروف ولكي تصبح ايضاً مربية صالحة ونموذج للام المثالية المسؤولة، ولتتعلم ايضاً كيف ترتب حياتها وتعيش انسانة بسيطة عزيزة مكرمة تقدم للمجتمع ابناء صالحين).
صحيفة السوداني
خ.ي