حمدين صباحي يهدد السيسي بإعادة إشعال الثورة و يثير جدلا واسعا في الساحة السياسية المصرية

[JUSTIFY]عاد المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية وزعيم التيار الشعبي حمدين صباحي إلى إثارة الجدل بتصريحات قوية إثر صدور حكم تبرئة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء ووزير داخليته حبيب العادلي في محاكمة القرن، هدد فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي بحشد القوى الثورية ضد حكمه ان لم ينحاز إلى ثورة يناير.
وأكد صباحي «أن الحكم بالبراءة على مبارك أسود يوم في تاريخ مصر، وأن التيار الشعبي يؤيد كل المظاهرات التي ستخرج لتعبر عن حالة الغضب في الشارع، والتي تعلن عودة الثورة، وأن التيار سيتخذ سلسلة من الإجراءات ستتصاعد على ضوء تطورات الوضع في البلاد، وأضاف أنه وأنصاره «غير مستعدين لاستكمال تحالف 30 يونيو الذي من الممكن أن يسلم الثورة مرة أخرى لمبارك». الأمر الذي أيده فيه البعض وأعتبروه موقفا ثوريا، بينما عارضوه آخرون معتبرين أن موقفه يحاول أن يركب الموجة ليتصدر الساحة السياسية مرة أخرى.

مقعد في الثورة المقبلة

ومن جهته قال الدكتور هيثم الخطيب المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة في تصريحات لـ»القدس العربي»: هي محاولة واضحة وصريحة لحجز مقعد داخل الصف الثوري أو بمعنى أوضح مقعد في الثورة المقبلة أو في ظل احتمالات أو تكهنات بقيام ثورة حتى ولو لم ترتق لمستوى ثورة ولكن على أقل تقدير نحن بصدد موجة ثورية، فهو يريد حجز مقعد في تلك الموجة محاولة لاستعادة القديم، فلقد انتهى دور حمدين صباحي إلى الأبد، وهذه التصريحات لا تحتوي على أي دعوة للعنف ضد الدولة، وليس لها أي تأثير على الانتخابات البرلمانية لانها لم تجر لأجل غير مسمى.
أما الدكتور يسري الغرباوي، الباحث السياسي في مركز الأهرام، فقال: تصريحات صباحي طبيعية وعادية وفيها محاولة لإظهار انه رجل ثورجي وما زال يدافع عن حقوق الإنسان، وليس لتلك التصريحات أي صدى تماما إلا الصدى الإعلامي فقط، لانها لا تحرك الجماهير ولا تؤثر في الشارع المصري، وهذه التصريحات تم رفضها من البعض وهذا يعد شيئا غير إيجابي، لان المعارضة تعتبر جزءا من النظام ومن حقها ان تعبر عن رأيها بشكل واضح، ولكن دعاة الأمن والاستقرار من الاعلاميين اصطادوا في الماء العكر، وهناك تحالف يقوده صباحي سوف يخوض الانتخابات البرلمانية، وما زالت هناك كتل شبابية أو تيارات شبابية بشكل أو بآخر لها تحفظات على بعض القرارات التي أصدرها الرئيس عبد الفتاح السيسي وحمدين يرغب في جذب كتلة تصويتية تؤيده في الانتخابات البرلمانية أو في التحالف الذي يقوده.
أين الفساد المالي والإداري؟
ومن جانبه قال الدكتور محمد حبيب، القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين: لم يكن موفقا في تلك التصريحات، ومن المفترض ان يكون هناك احترام لأحكام القضاء والحكم حاليا في طريقه إلى الطعن، ولكن الحقيقة ان المجلس العسكري الذي أدار شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية بقيادة المشير طنطاوي استطاع ان يخدع الجميع، الإخوان والقوى الثورية والشعب، واستغل انتهازية الإخوان في عقد مجموعة من الصفقات، أولها التعديلات الدستورية التي بعثت الحياة في الدستور الذي سقط بفعل الثورة، ثم الاستفتاء، ثم الاعلان الدستوري في 30 اذار/مارس الذي أصدره المجلس العسكري ولم يتم الاستفتاء عليه، وأول من نادى بالخروج الآمن للمجلس العسكري وإعطاء أهالي الشهداء والمصابين مقابلا ماديا، فالمجلس العسكري والقوى الثورية والإخوان والشعب جميعهم افلت الفرصة على وجود محاكمة ثورية لمبارك ونظامه ورموزه أو على أقل تقدير وجود عدالة إنتقالية، ولكن كل شيء أهدره المجلس العسكري والقوى الثورية والإخوان، وبالطبع نحن الآن أمام محكمة تحاكم مبارك في الفترة ما بين 25 كانون الثاني/يناير و31 كانون الثاني/يناير على قتل متظاهرين وفيلات شرم الشيخ والغاز، ولكن أين الفساد المالي والإداري وصباحي كان لابد وان يرفع دعوة قضائية بما يريده ولكن لا يعترض على حكم القضاء وحمدين صباحي وغيره من القوى المعارضة، الم يكونوا متوقعين ان يحصل مبارك على البراءة؟ وهل كانت الثورة قائمة لكي تنحي مبارك أم لتغيير نظامه كله؟ والآن أصبح لا مجال للتظاهر والشغب.

تدخل في القضاء

وقال الدكتور نجيب ميخائيل، الناشط الحقوقي: تصريحات صباحي خاصة في الجزء الذي يتعلق بالحكم على مبارك بالبراءة، اعتقد انها تثير البعض على نظام السيسي الحاكم وتعكس مواقف معينة من صباحي تجاه النظام الحالي، وهذه التصريحات توضح التدخل في أعمال القضاء والقاعدة العامة تقول انه لا يجوز التعقيب على أحكام القضاء والتحدث عن حكم يمثل سيادة القضاء في مصر التي لها حرمة ولها حماية قانونية بموجب الدستور، فهي نوع من استفزاز المشاعر ومحاولة توريط البعض في محاكمة القضاء والنظام ، ونوع من تشجيع الإخوان وايجاد فرصة للتمسك بوجود رجل مرشح رئاسي سابق ورجل مرموق سياسيا يتحدث كون الحكم الصادر بشأن مبارك لا يروق له، اعتقد ان التصريحات في غير محلها ولها أهداف خبيثة غير موضوعية وخاصة بعد طعن النائب العام في الحكم.

تعليقات متباينة

وأيد البعض على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات حمدين، وأعتبروا موقفه ثوريا، وتقول أميرة سعيد، إحدى الناشطات الغاضبات من حكم البراءة لمبارك، أن موقف حمدين متوقع من شخص ثوري مثله، غضب على الثورة وعلى شهدائها من حكم ظالم مثل براءة مبارك وحاشيته. وأتفق معها حسن خالد، أحد النشطاء قائلا: لو لم تتحد جميع القوى الثورية والأحزاب السياسية المنحازة لثورة 25 يناير سوف تضيع الثورة بالفعل ويجب أن نقول بالفم المليان عليه العوض ومنه العوض في البلد.
أما هادي أحمد، فيندد بكلام حمدين مؤكدًا أن موقف حمدين صباحي ثابت ولن يتغير وهو يغار على الثورة، فمن المؤكد أن موقفه سيكون مختلفا إذا كان تولى الحكم وكان سيأمر بمحاكمة سياسية لمبارك وأعوانه. وهاجم الإعلامي تامر أمين حمدين صباحي؛ بسبب تصريحاته وقال خلال برنامجه على قناة «روتانا مصرية» أن ما فعله القيادي الشعبي صباحي هو استخدام رخيص ومحاولة لركوب موجة غضب الشباب . مؤكدا أن دعوته للتظاهرات في الميادين تؤكد أنه يريد أن يعيد الظهور مرة أخرى بعد أن انسحبت عنه الأضواء.
وتابع أمين قائلا: «كويس إنك ما بقتش رئيس للجمهورية .. مش عاجبك حكم القضاء .. تدخل تغيره .. أنت تطالب بهدم الدولة»، مضيفا: «كله بيركب .. كلهم .. الإخوان وحمدين وهالة شكر الله .. كله لقى العربية ابوابها اتفتحت ف كله عايز يركب».
وقال الإعلامي محمد شردي، خلال برنامجه على قناة «المحور» إن حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبي، لا يتحدث باسم الشعب المصري كون معظمه لا يؤيده، وتابع قائلاً: «يا حمدين أنت لا تتحدث باسم الشعب، ومعظم الشعب لا يؤيدك، وبلاش الحدوتة دي».
ووجه شردي رسالة قال فيها: «يا صديقي العزيز مصر مش مستحملة أيام سودة.. وهل لو نجحت في انتخابات الرئاسة كنت ستسيطر على القضاء وتتدخل في أحكامه.. مش حضراتكم اللي هتفكروا الرئاسة بمطالب الثورة.. أنت لا تتحدث عني».

قراءة خاطئة للتصريحات

وقال السفير معصوم مرزوق، القيادي في حزب التيار الشعبي الذي يتزعمه صباحي: تصريحات في محلها وعرضت بشكل واضح موقف التيار الشعبي من التطورات الأخيرة، الا لمن قرأوا بشكل خاطىء ومتعمد ما ذكره حمدين صباحي لغرض وهوى في نفوسهم، ولكن حديثه كان واضحا جدا وبالعكس كان حريصا على وحدة الصف وسلامة جبهة 30 يونيو ضمن شروط معينة ذكرها، وبالتالي فهو نداء لسلامة ورص الصف لمواجهة الأخطار التي تواجه مصر وليس العكس، ولكن للأسف تم تحريفها وإخراجها خارج السياق لغرض في نفس من يفسرون على هواهم سواء طمعا في ذهب المعز أو خوفا من سيف المعز.
وأضاف: حمدين صباحي رجل سياسي ويعد من اقدم وأجدر السياسيين المصريين وأكثرهم شرفا لانه ناضل طوال حياته واُعتقل 17 مرة فلا يستطيع أحد ان يزايد عليه، ومن واجبه ان يكون له دور وتعليق على ما يجري وهذا واجب تحتمه عليه خبرته السياسية والنضالية، ومن حق الشعب ان يحصل منه على تفسير ورؤية وقراءة لما يحدث، وهذا ما كان يحاول حمدين ان يفعله وكان يحاول وضع النقاط فوق الحروف بشكل يوضح الصورة ويحدد معالم للتاريخ الذي اتفقنا عليه في 30 يونيو.

الشهداء قتلوا انفسهم؟

وأكد القيادي في التيار الشعبي ان حمدين لم يعترض على حكم القضاء، وقال تحديدا ان البراءة التي حصل عليها مبارك لا تعني أنه بريء، لأنه تمت محاكمة مبارك بدءا من يوم 25 كانون الثاني/يناير فقط ولم تتم محاكمته على ما ارتكبه من جرائم في حق الشعب المصري على مدار 30 سنة، وحمدين كان يتحدث في هذا الاطار، ومبارك بالفعل لم يحاكم حقيقة عن الجرائم التي ارتكبها فضلا عن الأخطاء الواضحة التي أبرزها القاضي في حكمه من ان الإجراءات لم تكن مكتملة لدى النيابة، وإذا أضفنا إلى ذلك ما ذكره قاضي المحكمة الأولى من ان جهات الدولة لم تعاون في جمع الأدلة، وبالتالي فالمسألة واضحة، ان هناك إنكارا للعدالة بمفهومها الكامل، لان العدالة لا تتحقق الا بالقصاص للشهداء، إذ ان الشهداء أصبحوا وكأن لم يقتلهم احد وكأنهم قتلوا انفسهم أو كأن كائنات فضائية جاءت من الفضاء قتلتهم وعادت مرة أخرى وهذا غير معقول ومنطقي.
[/JUSTIFY]

[FONT=Tahoma] القدس العربي
م.ت
[/FONT]
Exit mobile version