بين (العقارات) و(الركشات).. أين تذهب (مليارات) لاعبي كرة القدم؟

[JUSTIFY]لم يتوقع سائق تلك (الحافلة) أن تدفع تلك (الكلمة) التي خطَّها على خلفية سيارته بشابين في مقتبل العمر لمناقشة ساخنة كادت تتطور لاشتباك بالأيدي. وأصل القصة يعود لكلمة (البرنس) التي عزاها أحد الشابين للاعب كرة القدم الشهير (هيثم مصطفى) وأقسم بأن تلك (الحافلة) هي ملك للاعب مع أخريات يعملن بخط (الشعبية بحري)، ليفند الآخر حديثه بصفته الأقرب للاعب من ناحية النسب، لتشتعل بينهما ملاسنة حادة، فتحت الباب على مصراعيه لجزئية مهمة خارج المستطيل الأخضر، وهي: فيم يستثمر نجوم كرة القدم أموالهم التي تمنح لهم بعد التسجيل؟.. وأين تذهب؟ وما هي مدى استفادتهم من تلك (المليارات)؟
مركبات عامة:
ووفقاً لمصادر مطلعة فقد جمعت استثمارات (العقارات) قائد فريق المريخ السابق فيصل العجب ولاعب المريخ السابق أيضاً بدر الدين الدود الشهير بـ(قلق)، بينما استفاد عدد مقدر من اللاعبين من أموالهم في شراء المركبات العامة وتحديداً الحافلات الصغيرة أو ما تعرف بـ(الكريس). وتؤكد تلك المصادر أن هنالك لاعبين استفادوا من تلك الأموال باعتبار كرة مهنتهم الأساسية، وقاموا بتأمين مستقبلهم بشكل ممتاز.
عقارات ومنازل:
منزل اللاعب عبد الحميد السعودي بحي كافوري ببحري هو شاهد عيان على استفادة النجم الشاب من مهنته التي يحبها.. أما لاعب المنتخب القومي السابق والهلال ريتشارد جاستين فبالإضافة لذلك فقد قام في وقت ما بشراء بعض أجهزة (الساوند سيستم) التي كان يقوم بتأجيرها في المناسبات الخاصة.
مقارنات معدومة:
وبعيداً عن استفادة اللاعبين الحاليين من أموال التسجيلات، نجد أن لاعبي العصر الذهبي القديم لم يحققوا ولو القليل مما قام بتحقيقه لاعبو عصر (الاحتراف)، وهذا ما أكد عليه اللاعب الكبير (حسبو الصغير) لاعب بري السابق والمنتخب القومي، وصاحب الهدف الغالي الذي فاز به السودان بكأس الأمم الأفريقية في العام 1970 والذي قال ضاحكاً: (مليارات شنو؟.. والله أنا سجلوني بكباية شاي ووعدوني بـ(عجلة) ما استلمتها لحدي الليلة)، وأضاف حسبو: (انتقلت لبري من العلمين.. وفي ذلك الزمان لم تكن هنالك الأرقام الخيالية أو حتى المعقولة التي تمنح للاعب نظير تسجيله.. ففرحة اللاعب في ذلك الوقت باللعب في الفرق الكبيرة كانت تطغى على الماديات)، ويضيف: (ممكن أكون استفدت بعد إحرازنا لكأس 1970م.. بعد أن منحنا الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري قطعة أرض لكل لاعب.. وأنا كنت أول لاعب يقوم ببناء منزله على تلك الأرض).
أكل عيش:
ويوافقه الرأي لاعب الهلال السابق والمدرب الحالي شوقي عبد العزيز الذي قال في تصريحات سابقة إن كرة القدم اليوم صارت مهنة وأكل عيش بالنسبة للاعب الذي لا بد أن يسعى بكل ما أوتي من مال للاستفادة منها، لأن هناك بعض اللاعبين يتجهون إليها تاركين تعليمهم مما يجعلها خيارهم الأول للعيش الكريم، ويضيف: (قديماً كان اللاعبون عند التوقيع يطلبون أن يتم توظيفهم في المؤسسات أو الشركات أو التعليم.. وتكون لهم وظيفة ثابتة بجانب الكرة التي يعتبرونها مهنة (ثانوية)، ودخلاً إضافياً)، وقال شوقي: (أنا شخصياً وقعت بدون مقابل.. ولم أستفد من أموال الكرة شيئاً لكنني اكتسبت حب الناس وهذا أعتبره مكسباً كبيراً)، ويضيف ضاحكاً: (تعرف.. يا دوب قبل كم سنة كدا قدرت أكمل بناء بيتي في الدروشاب)!
ثقافة الاستثمار:
عدد من الصحفيين الرياضيين يعتقدون أن دخول مفهوم الاحتراف، أسهم بشكل كبير في أن تصبح كرة القدم (أكل عيش)، لذلك لا بد أن يستثمر اللاعب أموال تسجيله بالصورة التي تضمن له مستقبله.. لأنه يعلم تماماً أن له عمراً افتراضياً في الملاعب.. وأكد بعضهم أن لاعبي اليوم يفتقدون لثقافة الاستثمار في إدارة أموالهم.. مما يعرضها للضياع.. خصوصاً إذا قاموا باستثمارها في مشاريع أو جوانب تجارية يجهلون أساسياتها.. وعموماً تبقى أموال تسجيل لاعبي كرة القدم اليوم سراً غامضاً من طلاسم المستديرة.. وبينما يمارس أغلب اللاعبين (تكتماً) واضحاً عليها.. وطريقها الذي تذهب إليه.. تظل الكرة السودانية تنتظر أن تنطلق في الطريق الصحيح.. بعد كل تلك الأموال التي تنفق على أقدام لاعبيها.. خصوصاً بعد أن وصلت لسقف (المليارات

صحيفة السوداني
خ.ي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version