إنه العالم الفيزيائي العالمي بروف محجوب عبيد طه الذي كشف للأمريكان من مكتبه بجامعة الخرطوم أسباب تحطّم سفينة الفضاء أبولو 13، فما كان من الجامعات الأمريكية ووكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) إلا أن تهافتت عليه ليلتحق بها وكان عضواً في الفريق الدولي الذي كُلف بالتحقيق في حادثة انفجار المفاعل النووي الروسي (تشيرنوبل)، وهناك اتهام رائج بأن الاستخبارات الأمريكية ضلعت في زرع داء السرطان في جسده بعد رفضه الالتحاق بوكالة (ناسا)، كما أنه أثبت من خلال بحث شهير عدم صحة قانون نيوتن الثاني، وسجلت بعض المخترعات العلمية العالمية باسمه (طه).
وإليكم جزءاً من سيرة أحد عباقرة السُّودان الذين لم يحتفِ بهم وطنهم بينما عظّم وملأ الصحائف والصحف وسمّى الشوارع بأسماء بعض من لم يعطوا معشار عطائه الوفير ولم يجد الرجل غير مشروع مكتبة سعى الأخ عثمان الهادي لإقامتها باسمه في القطينة حيث وُلد.
محجوب عبيد طه ولد بمدينة القطينة بالنيل الأبيض، وكان الأول على فصله منذ نعومة أظفاره ويُقال إنه لم يكمل أربع سنوات دراسية في أي من المراحل الثلاثة.. وكان عبيد دائماً الأول على مستوى الشهادتين الوسطى والسُّودانية.
وحاز على درجة الدكتوراة والأستاذية من جامعة كامبردج، المملكة المتحدة وتوفي في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية في 26/أغسطس2000م ـ 26جمادي الآخر 1421هـ.
درس جميع مراحل التعليم قبل الجامعي في السُّودان ـــ بكالوريوس العلوم (رياضيات) بمرتبة الشرف الأولى من جامعة درم ببريطانيا سنة 1964م ـ دكتوراه في الفيزياء من جامعة كامبردج بريطانيا (1967م).
أعماله
أختير زميل أبحاث في كلية داوننج بكامبردج عام 1966م. عين زميلاً في معهد الدراسات المتقدمة ببرنستون عام 1967م، عين زميل أبحاث في المركز العالمي للفيزياء النظرية بتريست 1928م، عين زميلاً أول بالمركز العالمي للفيزياء النظرية بتريست 1975م.
وعمل محاضراً ثم أستاذاً مشاركاً ثم أستاذ الفيزياء بجامعة الخرطوم حتى عام 1976م، ثم بجامعة الملك سعود حتى وفاته، عين عميداً لكلية العلوم بجامعة الخرطوم عام 1974م، وكان عضواً في الجمعية الفيزيائية الأمريكية وعضواً في لجنة الطاقة الذرية السُّودانية وعضواً في العديد من المجالس الجامعية بجامعتي الخرطوم والملك سعود، مثَّل جامعتي الخرطوم والملك سعود في العديد من المؤتمرات العالمية، كان عضواً في هيئات تحرير العديد من المجلات العلمية المتخصصة ورأس تحرير مجلة كلية العلوم بجامعة الملك سعود.
وأشرف البروفيسور محجوب عبيد طه على العديد من رسالات الماجستير والدكتوراه بجامعتي الخرطوم والملك سعود.
الإنجازات العلمية
قدم أول تعميم نسبوي لمعادلات فادييف بتصادمات ثلاثة جسيمات مع ثلاثة جسيمات في نطاق نظرية مصفوفة التشتت.
وقدم طريقة رياضية جديدة سميت بطريقة طه لتحليل التكاملات على متغيرات الاندفاع في التفاعلات الكهرومغنطيسية والتفاعلات الضعيفة، كما ابتكر (قواعد جمع طه) التي برهنت صحتها في نظرية الاضطراب.
وأثبت تكافؤ مدخلين للتحليل النظري في الفيزياء والجسيمات الأولية مدخل (الجبرا الوقت الواحد) ومدخل (متبادلات مخروط الضوء).
اكتشف مع زملائه في المجموعة النظرية في الخرطوم قانون جمع جديد في تفاعل البروتون، الكترون وذلك في إطار موضوع السببية في نظرية الجسيمات الأولية.
وحقق البروفيسور محجوب عبيد طه نتائج هامة في موضوع زمرة إعادة التطبيع، ونشر البروفيسور محجوب عبيد طه أكثر من ستين بحثاً في مجالات علمية عالمية مرموقة في المجالات الثقافية والفلسفية، وقدم العديد من المحاضرات، وكتب العديد من المقالات في فلسفة العلوم وبنية النظريات العلمية، ومفهوم القوانين الطبيعية، ومفهوم الزمن وبداية الكون والإعجاز العلمي في القرآن واتساق الإيمان والعلم الطبيعي.
بعد دراسته للفيزياء قدم عدة أوراق علمية عن قوانين نيوتن الشهيرة خاصة قانون القوة والكتلة وقوانين الأجسام الدقيقة. وقدم أوراقاً أثبت بها عدم صحة قانون نيوتن الثاني.
العربة الألمانية أوبل كانت من أجود الماركات في ذلك الزمن أظنها حتى الآن. ولكن بها عيب وهو أنها تكسر الركبة دائماً وأبداً كان البروف يمتلك عربة أوبل ريكورد. بعد دراسته لمشكلة الأوبل وكسر الركبة، كتب تقريراً ميكانيكياً مفصلاً ودقيقاً لشركة أوبل في ألمانيا.
درس المهندسون الألمان التقرير دراسة وافية وأرسلوا له رداً ظانين أنه مهندس ميكانيكي، وأقروا بأنه على حق فيما أورد من أسباب وقدموا له عربة أوبل جديدة هدية.
الرقم (13) عند الخواجات رقم يتشاءمون منه، لهذا قالوا إن المركبة الفضائية أبولو 13 سقطت وتحطمت لأنها تحمل الرقم (13). لكن محجوباً أرسل لهم تقريراً مفصلاً من مكتبه بشعبة الفيزياء بكلية العلوم عن أسباب تحطم أبولو 13. بعد دراسة مهندسي وعلماء وكالة ناسا الأمريكية للتقرير الفني تأكد لهم صحة ما ورد فيه من معلومات من أسباب فنية أدت إلى تحطم أبولو13. بعدها أرسلت له وكالة ناسا دعوة لحضور إطلاق المركبة الفضائية أبولو 14 بعد أن تجاوزوا تلك الأخطاء الفنية بفضل تقريره الضافي وقُدمت لبروفسور محجوب عبيد عروض عدة من جامعات عالمية أهمها وأولها جامعة ولاية الينوي بشيكاغو عندما سمعوا به بعد موضوع أبولو 13.
كان عرضاً يسيل له اللعاب وهو التدريس بالجامعة أو الجلوس بها كأستاذ كرسي مقابل: شيك على بياض كمرتب شهري زائداً فيلا فخمة مفروشة حسب اختياره مع عربة كاديلاك جديدة كل عام، بالإضافة للتأمين الصحي وتذاكر الطيران على الدرجة الأولى له ولأسرته لوطنه السُّودان.
ورفض البروف محجوب عبيد ذلك العرض وبقي في السُّودان مدرساً للفيزياء براتب شهري قدره 350 جنيهاً سودانياً ما يعادل 1.200 دولار في
الشهر.
الطيب مصطفى- الصيحة