أيقونة الغناء الحديث: أبو اللمين.. نصف قرن من مخاصرة العود ومكابدة الغناء

[JUSTIFY]فنان متمكن أجاد وأبدع في التعبير عن أحاسيس الناس، وألهب مشاعر الكثيرين وشكل وجدانهم، أرهف سماع الكثيرين بأنغام ترقي الحس وتلهم الوجدان وتبعث الأمل في عبور الألم والكآبة، وترسم البسمة وتترجم السعادة. ظل ممسكاً بآلة العود شامخاً في عزة وفخر يستندان على إرث فني كبير، ومشروع وطني متكامل، قدمه طوال سنوات عمره المديدة من خلال أجمل الأغنيات التي شنف بها آذان السودانيين، ابتداء من ستينيات القرن الماضي وإلى اليوم.

(1)

إنه الفنان الشامل محمد الأمين حمد النيل الإزيرق الملقب بـ (وداللمين، وأبو اللمين)، ولد في 1945م، نشأ وترعرع ما بين أهله ودار أبيه في ود مدني تارة وفي (ود النعيم) بريف ود مدني تارة أخرى، انقطع عن الدراسة لأسباب مرضه، فدرس حتى الصف الرابع، انتقل إلى الخرطوم قادما من مدينة المبدعين ود مدني في العام 1963م وشكل ثنائية رائعة مع الشاعر الرقيق فضل الله محمد، عقوداً ضمخ فيها أبو اللمين الفضاء الغنائي بحلو الكلمات ودررها، فاحتل الباشكاتب موقعاً مميزاً ومقاما رفيعاً بين نجوم الغناء السوداني، فقدم أجمل الأغنيات التي شكلت علامة فارقة في مسيرة الأغنية السودان.

(2)

قدم محمد الأمين أغنيات رائعات وحبيبة إلى الأنفس، فكانت: زاد الشجون، عويناتك، وعد النوار، حروف اسمك، وحياة ابتسامتك، لقاء وعهد، الحب والظروف، الموعد، خمسة سنين، طائر الأحلام، الجريدة، أربعة سنين، غربة وشوق، همسة شوق، وغيرها، وامتدت مسيرته الحافلة لسنوات طويلة قدم من خلالها الدرر، فسكنت أغنياته أفئدة السودانيين، وأضحت موسيقاه علامة من علامات البلاد وكان رائداً في مجال الأغنيات والأناشيد الوطنية ببلادنا.

(3)

وضع بصمة بالغة الخصوصية والتميز والفرادة، حيث ملأ أمكنة رفيعة عندما صاغ ألحاناً فريدة لقصائد بعض أبرز شعراء بلادنا ولوَّنها بصوته البديع الموشى بالحنين والشجن، فصارت علامات فارقات في مسيرة الأغنية السودانية المعاصرة، وغدت مع كلمات إسحق الحلنقي، عمر محمود خالد، فضل الله محمد، محمد علي جبارة، هاشم صديق وغيرهم ممن تغنى محمد الأمين بكلماتهم نماذج متميزة في مسيرة الغناء السوداني.

صحيفة اليوم التالي
خ.ي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version