أشانوا سمعتي ودمروا مستقبلي

[JUSTIFY]لم تتوقع «م» أن تجد نفسها ذات يوم لعبة انتقام بين بنت خالتها التي تعتبرها من المقربات إلى قلبها وفهمها، وبين خطيبها «ح» الذي وثقت فيه وكانت تتعامل معه دون حواجز وقيود بينهما وكأنهما فرد واحد. لكن شاءت الأقدار أن اختلفت معه بسبب نقاش بينهما حول رسمهما للمستقبل وكيفية العيش بعد الزواج، الأمر الذي جعلهما ينفصلان عن بعضهما وكل واحد منهما يذهب في طريق مختلف عن الآخر، وكانت «م» لديها من القوة والعقل ما تحسد عليه في كيفية اتخاذ القرار ولملمت ما تبقى لها من مشاعر وقررت أن تسافر لتكملة الدراسات العليا بعد أن وقع عليها الاختيار في الجامعة بمنحها بعثة دراسية بإحدى دول الغرب نسبة لتفوقها وتميزها عن بقية طلاب وطالبات دفعتها.
وحضرت «م» إلى والدها لتخبره بتفاصيل البعثة بالاضافة للخلاف الذي حدث بينها وبين خطيبها، وكان والدها من الرجال المتفهمين للمواقف وذا حكمة بالغة وتقبل قرارها بالقبول والدعوات بأن تتوفق في طريقها وان الأيام تحمل لها بشائر النجاح والسعادة كما أن الحياة لا تتوقف من تجربة تحمل النجاح أو الفشل. وقال لها ان فترة الخطوبة هي من أهم الفترات التي يمكن ان يكتشف الطرفان بعضهما ويكون لهما الحق دون تقيد في مواصلة مسيرة الحياة او التوقف لاختيار الأفضل ،وتمنى لها ان يكون ما يخفيه القدر لها هو الأفضل.
وبعد شهور انشغلت فيها «م» بتجهيز إجراءاتها لمغادرة البلاد وفي صباح يوم سفرها استيقظت على صوت رنين هاتفها الجوال لتتفاجأ بان المتصل هو خطيبها السابق وكانت المكالمة عبارة عن تهديدات أطلقها عليها بانه لن يتركها في حالها وسوف ينتقم منها مقابل كل لحظة مرت بينهما اعتقد فيها أنها مغرمة به وقبل ان تنتهي المكالمة أغلقت الهاتف في وجهه وأسرعت لتتصل ببنت خالتها التي حضرت لها على الفور لتستمع لكل حديثها الذي خرج منها في لحظة غضب وتوتر، وقالت إنه يغار منها لنجاحها ولإحساسه بانه أقل منها مكانة علمية ظل يتعامل معها بتلك العشوائية. فكانت بنت الخالة التي تدعى «د» مستمعا جيدا للحديث الذي لم تصبر حتى اتصلت بـ «ح» خطيب صديقتها وأخبرته بكل ما جرى بينهما واستغل «ح» كره وغيرة «د» الخفية لـ«م» واتفق معها على ان يقوما بتدبير مخطط لتدمير «م» نفسياً.

وبالفعل بعد ان ودعت «م» أسرتها وبنت خالتها التى أخبرتها أنها ستفتقدها كثيرا في غيابها غادرت البلاد واتجهت نحو مستقبل يصفه كل محبوها بالمشرق، وتمنوا لها الخير والتوفيق. وبعد ان استقرت في تلك الدولة وباشرت دراستها بشكل منظم وقضت فترة ثلاثة أشهر، اتصل بها أخوها الأكبر لائماً لها على فعلتها بان تنزل مختلف من الصور الخليعة على صفحتها بالفيس بوك وتكتب تحتها انها تريد زوجاً وتترك رقم هاتفها بالدولة التي هي بها وصدمت «م» لما قاله اخوها، وقالت له انها مكيدة لا أساس لها من الواقع، وقال لها ان الصور بها معالم الدولة والجامعة وعندما حاولت «م» ان تفتح حسابها على الفيس بوك لم تستطع وتأكدت ان هناك شخصاً يستخدمها ضدها لإشانة سمعتها وسط مجتمعها وأهلها ولم تستطع «م» ترك الأمر يعدي وطلبت من شقيقها ان يقوم بفتح بلاغ بمحكمة الملكية الفكرية وجمع كل صورها المنزلية بالفيس بوك والصور المماثلة لها وعندما شاهدت الصور عرفت ان «د» هي وراء هذه الجريمة وأنها قامت بإرسال بعض الصور لها بناءً على طلب من «د» لكنها لم تكن بذاك المنظر وبعد الكشف والتحري اتضح ان الصور أدخلت في برنامج الكتروني «فتوشوب » وقاموا بتغيير الهيئة مع المحافظة على ملامح الوجه وتم القبض على «د» التي بعد ان تحاصرت من كل الجهات بالأدلة والبراهين انهارت واعترفت على أن ما قامت به هو مخطط طلبه منها «ح» خطيب «م» بغرض الانتقام منها، وكانت هي الوسيلة التي من خلالها يمتلك المعلومات والصور ورقم الهاتف وظل يعبث بخصوصياتها حتى يدمر نفسياتها انتقاماً للخلاف الذي بينهما. وبعد الاعتراف من الطرفين المتهمين أمام المحكمة حدد القاضي جلسة أخيرة للنطق بالحكم.

كتبت: نجلاء عباس
صحيفة الإنتباهة
ت.أ

[/JUSTIFY]
Exit mobile version