التفاصيل الكاملة لهذه الحادثة الغريبة بحسبما روتها أسرة المتوفى “محمد علي الأمين محمد خير” (للمجهر) بأن المتوفى شغل عدة مناصب بوزارة الصحة كأمين مخزن وعمل بثلاث مستشفيات وأخيراً انتقل إلى للعمل بمستشفى مشهور بضاحية بحري تقلد فيه أمين مخزن مسؤوليته انحصرت في صرف أكياس النفايات وبعض المنظفات والملايات. ولضرورة العمل ظل “محمد” يعمل داخل المستشفى (24) ساعة دون انقطاع واضطره ذلك للسكن في غرفة مهيأه بها تلفزيون وسرير داخل المستشفى.
اتصال هاتفي
قالت السيدة “محاسن محمد حسين” خالة المتوفى إن “محمد” ظل على تلك الحال يواصل عمله وأنه يتفقدهم في العطلات الرسمية وأدارت محاسن عجلة ذاكرتها شهراً للوراء تقريباً عندما ورد إليها اتصال من المستشفى بدخول ابنهم محمد في حالة غيبوبة مفاجئة فطلب منها الحضور فوراً فكانت أول من وصل المستشفى فوجدته داخل غرفة العناية المكثفة وعندما استفسرت عما أصابه ذكروا لها أنه سقط على الأرض فجأة. وواصلت “محاسن” أن الأمين العام للمستشفى أبلغها بأن “محمد” قد تجرع جرعات من (الميناثول) وأن هنالك محاولات تجري لإنقاذه وطلب منهم إحضار حقنة وعندما ذهب زوجها لإحضار روشتة باسم الحقنة ظل الأطباء يتباطأون في كتابة اسم الحقنة إلى أن فارق “محمد” الحياة.
شهادتي وفاة لشخص واحد
كشفت “محاسن” أن ابن شقيقتها استخرجت له شهادتا وفاة إحداهما سبب الوفاة فيها انفجار في المعدة والأخرى بسبب توقف القلب لتعاطيه مادة (الميناثول) وقالت إن تفاصيل كتابة الشهادتين جاءت عندما ذهب زوجها لاستخراج شهادة الوفاة فطلب من الطبيبة المناوبة كتابة تقرير باسم المتوفى وذكر لها اسم المتوفى “محمد علي الأمين أبوزين” وهو لقبه فتشاورت الطبيبتان في كتابة سبب وفاة للحالة وفي تلك الأثناء طالبهما بالوقوف للحظة للتأكد من اسم المتوفى كاملاً وعند عودته وجد أن التقرير الأول استخرج بانفجار في المعدة وعندما أخبرهم بأن المتوفى هو “محمد علي الأمين محمد خير” استخرجت له الشهادة الثانية.
الدفن تحت فلاشات الإسعاف
وأوصلت “محاسن” وقالت: (بالرغم من اليوم الذي حدثت فيه الوفاة كان يوم عطلة (الجمعة) إلا أن الأمين العام للمستشفى وبعض العاملين رافقوا الجثمان إلى المنزل وقاموا بغسله وتكفينه ودفنه ليلاً تحت فلاشات الإسعاف). وأضافت: (في أثناء عملية التكفين شاهد زوجها شامة سواد في صدر المتوفى لم تكن موجودة في صغره إلا أنهم لم يكترثوا لها كثيراً).
شبهة جنائية
وروت “محاسن” اكتشاف وجود شبهة جنائية حول وفاة ابن شقيقتها عندما ذهبت شقيقته إلى المستشفى لمراجعة إذا كانت هنالك ديون على شقيقها أم لا وبعد التأكد من عدم وجود ديون عليه وهمت بمغادرة المستشفى انهارت إحدى الموظفات وظلت تبكي وتطالب الجميع بكشف حقيقة الأمر فكانت المفاجأة المذهلة بأن “محمد” كان قد تعرض للضرب على أيدي وحدة أمن المستشفى ودخل بعدها في حالة غيبوبة لم تتمالك شقيقته “إشراقة” ما سمعت وظلت تبكي إلى أن وصلت إلى القسم الأوسط بحري وقامت بتحرير محضر بالواقعة فكانت التحريات مع الأمين العام للمستشفى الذي جرى توقيفه بتهمة التستر بينما تم توقيف الطبيبة التي حررت شهادتي وفاة لاعتبارات الزمالة وحبس فرد الأمن الذي قام بضرب المتوفى وبعد أن جمعت الشرطة كل تحرياتها تمت الموافقة على أمر نبش الجثة.
المجهر السياسي
[/JUSTIFY]