غيرة وحقد شبابي ينتهي بجريمة قتل

[JUSTIFY]اختلاط الشباب مع بعضهم البعض اصبح يشكل خطورة كبيرة على حياتهم، خاصة إن اراد احدهم ان يثبت قوته وسط اصدقائه ويتباهي بشجاعته ولا يضع اعتبارات للآخرين، سواء لاسرته او اصدقائه او عادات وتقاليد المجتمع بشكل عام، ومن افجع الحوادث الناتجة عن المناقشات التي تنتهي بعزيمة الانتقام ويغيب فيها العقل، تلك المشكلات التي تنتج العنف الذي يؤدي الى اصابات بالغة، وكثيراً ما يتسبب ذلك في حالة وفاة، ويحكي والد الشاب «خ» الذي كان يفتخر بأنه الاكبر الذي تدرج الى مقاعد الجامعة بنسبة نجاح كبيرة، وتمكن من أن يلتحق بكلية الطب ويصبح علماً في الحي وقدوة لكل الجيل الذي يليه، بالاضافة الى انه صار يضرب به الامثال في العلم والاخلاق وطيب المعشر، الامر الذي خلق فجوة بينه وبين أحد اصدقائه «ك» الذي لم يتمكن من دخول الجامعة الا بعد ان اعاد السنة الدراسية مرة اخرى، ولم يجد امامه علامة تميز سوى ان يجعل لنفسه هيبة عن طريق العنف وتهديد الكبير والصغير، «والويل لمن يشتبك معه في نقاش» فلا يخرج الا باصابة او اعاقة مستديمة، وكل ذلك جعل الكثيرين ينفرون من حوله ويتخوفون من الصدام معه، وشكل «ك» مجموعة من الشباب يلتفون حوله خوفاً منه ورهبة وليس مودة وصداقة نظيفة خالصة، حتى أنه صار يخطط ويدرسهم مكائد اجرامية. وفي ذات مساء كان «ك» يتجه الى منزله بالقرب من منزل «خ»، وسمع اصوات زغاريد فرح، فسرعان ما غير اتجاهه وذهب لمنزل «خ»، وطرق الباب وسألهم عن سبب الزغاريد، فطلبوا منه الدخول لشراب العصير واكل حلوى نجاح «خ» واجتيازه المرحلة الثالثة في كلية الطب، وهنا تملكه الغضب وسيطر على تفكيره تعكير تلك الفرحة، ليخرج وهو يدرس مخططاً يفجع به أهل «خ»، ومرت شهور على ذلك لم يستطع خلالها أذى «خ» بمكروه، وفي ليلة اقام فيها احد جيرانهم مناسبة زواج ابنته، وطلب من شباب الحي ان يهتموا بالضيافة الكاملة واستقبال الضيوف.

واختار منهم ذوي الأخلاق الرفيعة ولا شك ان «خ» يترأسهم، وحان موعد تقديم العشاء، وتم الوضع على افضل مما كان يريد والد العروس، وبعد انتهاء المناسبة قام «خ» بترتيب المكان بالاستعانة بعدد من اصدقائه الامر الذي جعله يتأخر عن أسرته في الرجوع للمنزل.
وبعد ان فرغ من الترتيب شكره والد العروس على وقفته النبيلة معه، وخرج «خ» في ليل متأخر عائداً الى منزله، فقطع طريقة ثلاثة شباب ملثمون ومسلحون بالاسلحة البيضاء، معتقداً انهم يريدون النهب وليس القتل، فأخبرهم انه لا يملك سوى هاتفه المحمول ان اردوا فليأخذوه. وأثناء حديثه معهم ظهر له على حين غفلة زعيم تلك العصابة يحمل ساطوراً وضرب به «خ» على رأسه حتى سقط مغشياً عليه ولاذوا بالفرار، ولم يجد «خ» في ذلك الوقت المتأخر من ينقذه ويأخذه للمستشفى الى ان حان موعد صلاة الصبح، فتجمع رجال الحي قاصدين المسجد، وعلى اضواء «بطارياتهم» شاهدوا شخصاً مرمياً على الطريق، فاتجهوا نحوه، وكانت الفاجعة عندما تعرفوا عليه، وحملوه مسرعين الى المستشفى، الا انه كان قد فارق الحياة.

ورن هاتف والد «خ» ينقل الخبر الأليم، وتسقط والدته في حالة نفسية سيئة وصحية متدهورة، وعزم اهالي الحي على أن يتابعوا هذه الجريمة حتى يتوصلوا للمجرم. وخلال التحريات التي تمت مع شهود الاتهام افادوا بأنهم يشتبهون في «ك» ومجموعته لأنه هو الذي يكره «خ» ويحقد عليه لنجاحه وحب الناس له، وقامت الشرطة برصد دقيق ومتابعة لصيقة للمشتبه فيهم بعد أن اخلت سبيلهم في نهاية التحري، وهنا وجدت عدداً من الأدلة تشير الى ان «ك» هو المجرم الذي قتل «خ»، وتم القبض عليهم جميعاً، وانهار فرد من العصابة واعترف بكل تفاصيل الجريمة وكيفية تخطيطها من قبل «ك»، وتم تدوين بلاغ في مواجهتهم تحت المادة «130» القتل العمد، واحيل البلاغ الى المحكمة التي أصدرت قرار الإعدام شنقاً في مواجهة «ك»، والسجن عشر سنوات في مواجهة بقية المتهمين الذين اكدوا انهم لم يكن قصدهم القتل، وانما التخويف والنهب، حسب ما خطط له زعيمهم.

نجلاء عباس
صحيفة الإنتباهة
ت.أ

[/JUSTIFY]
Exit mobile version