واختار منهم ذوي الأخلاق الرفيعة ولا شك ان «خ» يترأسهم، وحان موعد تقديم العشاء، وتم الوضع على افضل مما كان يريد والد العروس، وبعد انتهاء المناسبة قام «خ» بترتيب المكان بالاستعانة بعدد من اصدقائه الامر الذي جعله يتأخر عن أسرته في الرجوع للمنزل.
وبعد ان فرغ من الترتيب شكره والد العروس على وقفته النبيلة معه، وخرج «خ» في ليل متأخر عائداً الى منزله، فقطع طريقة ثلاثة شباب ملثمون ومسلحون بالاسلحة البيضاء، معتقداً انهم يريدون النهب وليس القتل، فأخبرهم انه لا يملك سوى هاتفه المحمول ان اردوا فليأخذوه. وأثناء حديثه معهم ظهر له على حين غفلة زعيم تلك العصابة يحمل ساطوراً وضرب به «خ» على رأسه حتى سقط مغشياً عليه ولاذوا بالفرار، ولم يجد «خ» في ذلك الوقت المتأخر من ينقذه ويأخذه للمستشفى الى ان حان موعد صلاة الصبح، فتجمع رجال الحي قاصدين المسجد، وعلى اضواء «بطارياتهم» شاهدوا شخصاً مرمياً على الطريق، فاتجهوا نحوه، وكانت الفاجعة عندما تعرفوا عليه، وحملوه مسرعين الى المستشفى، الا انه كان قد فارق الحياة.
ورن هاتف والد «خ» ينقل الخبر الأليم، وتسقط والدته في حالة نفسية سيئة وصحية متدهورة، وعزم اهالي الحي على أن يتابعوا هذه الجريمة حتى يتوصلوا للمجرم. وخلال التحريات التي تمت مع شهود الاتهام افادوا بأنهم يشتبهون في «ك» ومجموعته لأنه هو الذي يكره «خ» ويحقد عليه لنجاحه وحب الناس له، وقامت الشرطة برصد دقيق ومتابعة لصيقة للمشتبه فيهم بعد أن اخلت سبيلهم في نهاية التحري، وهنا وجدت عدداً من الأدلة تشير الى ان «ك» هو المجرم الذي قتل «خ»، وتم القبض عليهم جميعاً، وانهار فرد من العصابة واعترف بكل تفاصيل الجريمة وكيفية تخطيطها من قبل «ك»، وتم تدوين بلاغ في مواجهتهم تحت المادة «130» القتل العمد، واحيل البلاغ الى المحكمة التي أصدرت قرار الإعدام شنقاً في مواجهة «ك»، والسجن عشر سنوات في مواجهة بقية المتهمين الذين اكدوا انهم لم يكن قصدهم القتل، وانما التخويف والنهب، حسب ما خطط له زعيمهم.
نجلاء عباس
صحيفة الإنتباهة
ت.أ