إبراهيم عيسي البيقاوي: أديس-أبابا الجميلة تصلح أن تكون آخر منابر الحوار الخارجي

إنشاء منبر للسلام في أديس أبابا لا ينبغي أن يُنظر إليه وكأنه خصماً علي منبر الدوحة (عاصمة الشقيقة قطر), بل هو إضافة حقيقية وإنجاز آخر علي طريق البحث عن السلام الشامل والمستدام علي جميع الأراضي السودانية وبما يكفل إقامة حياة سياسية وإقتصادية وإجتماعية سليمة وعلاقات تعاون دولية طبيعية. يكفي منبر الدوحة نجاحاً أن يتم تطبيق وتنفيذ ما جاء ب”وثيقة الدوحة للسلام” بالكامل, حيث أن العبرة في نهاية المطاف بالنتائج التي يتم التوصّل إليها عبر وسائل نزيهة شريفة. وإذا كان منبر الدوحة قد خاطب مشكلة الحرب دارفور فإن المشكلة التي التي نتمني أن يخاطبها منبر أديس-أبابا هي مشكلة السودان الشاملة التي طرحها السيّد رئيس الجمهورية عبر مبادرة الوثبة الكبري (الحوار الوطني مع الأحزاب السياسية والحوار المجتمعي) والتي فتحت الباب للتحاور والتشاور الشامل حول: السلام والإقتصاد والهوية والحكم والعلاقات الخارجية.

علينا جميعاً كسودانيين حكومة وشعباً أن نحمد الله علي الفرصة العظيمة التي هيأها لنا في أديس-أبابا ومكّننا من الجلوس مع بعضنا البعض للتحاور والتشاور ولو عبر الوسطاء المتعاونين معنا من الأشقاء بالقارّة أو غيرها. أرجو أن يتهيأ جميع الفرقاء لتقديم الكثير الكثير من التنازلات رحمة ورأفة بالوطن العزيز. أنتم اليوم بمقدوركم إنتشال بلدنا السودان من قبضة وهدة التفتت والتشظّي والإنشطار.أنتم اليوم أمام فرصة ذهبية لبناء دولة قوية عبر الحوار الجاد والهادف المفضي بحول الله إلي سلام مستدام يسمح ببناء إقتصاد قوي ومجتمع سليم متعاون متكافل وعلاقات دولية ناجحة.

ما أجمل ان تنتقل المفاوضات إلي الخرطوم ليتمكن هذا الشعب السوداني المعلم من تحقيق وفاقه الشامل داخل أراضيه وفوق ترابه وفي عاصمته. نرجو أن تتمكّن آلية السبعين (7+7) من تحقيق نواياها وأهدافها كوسيلة لتقريب وجهات النظر من إنجاز مهمة نقل المفاوضات إلي الخرطوم. والشكر كل الشكر لمنبر الدوحة ومنبر أديس-أبابا.

ارجو نتذكر جميعاً أن الله سبحانه وتعالي يدعونا للدخول في السلم كافّة ويدعونا لإصلاح ذات البين وكظم الغيظ والعفو عن الناس. فلنستحضر هذه المعاني الإيمانية ونحن علي طاولات الحوار والتفاوض لنصل بسرعة إلي الأمور المُشتَركات وليعذر بعضنا بعضاً فيما إختلفنا ونختلف فيه والإختلاف من سُنَنِ الحياة.

المهندس: إبراهيم عيسي البيقاوي

Exit mobile version