أكبر مفاصلة سياسية حدثت في تاريخ هذه الحكومة بل في تاريخ الدولة.. هي انشقاق الحركة الإسلامية في العام99 وخروج دكتور حسن التربي ومجموعته من القصر.. والسبب الرئيسي كان( انتخاب الولاة).. الحزب الحاكم كان يصر على أن الولاة لابد أن يتم تعيينهم حتى يظلوا تحت قبضتهم.. والترابي( مناصر الحريات .!)كان يصر على انتخاب الولاة من قبل المواطنين في الولاية تأكيداً لمبدأ الحرية.. وانتصر الحزب الحاكم( ذو القبضة العسكرية في معركته مع الرجل الأول في الحزب ومؤسسه..
وخرج الترابي بطلاً صاحب مبادىء تصب في مصلحة الوطن والشعب.. وصمت طويلاً.. وأطلق أركان حربه في معارضة( كلامية) شرسة ضد الحزب الحاكم أهم قادتها الأمين السياسي للحزب الأستاذ كمال عمر الذي جرد حزب المؤتمر الوطني من كل ما يؤهله للجلوس على كرسي الحكم.. واليوم بعد المصالحة نقض غزله) ثم صاحبنا( النسخة المطابقة للترابي ) إبراهيم السنوسي مساعد الأمين العام للحزب الذي كان يدافع دفاعاً مستميتاً عن موقف الترابي والمبدأ الذي أسس عليه حزب المؤتمر الشعبي والآن أكد لنا أنهم حزب بلا مبادىء..
فالمرافعة التي قدمها( لتغيير مبادئهم) تجاه انتخاب الولاة تصلح أن يلقيها في مسارح رياض الأطفال.. لعبة المصالح أضحت واضحة وأصبح( اللعب على المكشوف) والدليل حمله تصريحات السنوسي نفسها في اللقاء الذي تم معه حينما قال( عارضنا المؤتمر الوطني وما قدرنا عليه) لذلك خرج قرار المكتب السياسي لحزب المؤتمر الشعبي باقتسام( الكيكة) دون تعنت في( المبادئ) بدل أن( يأكلها )المؤتمر الوطني وحده.. وما تصريحات دكتور حسن التراب في هذه الأيام حول معارضة الدستور إلا من باب( الخجل) من عودته الضعيفة الخاوية من أحمال بوزن مؤسس الحركة الإسلامية وصانع حكومة الإنقاذ والمفكر الكبير الذي دبر كل هذه( الهلمة) التي يعيشها الحزب الحاكم بالطول والعرض..!!
أين ذكاء أو( مكر شيخ حسن) الذي عُرف به.. حتى خيانة الشعب والوطن لا تتم بسذاجة هذه( الدخلة).. يبدو أن الأحاديث التي تدور حوله هذه الأيام بأن قطاره قد رحل ولكنه يصر على اللحاق به ماشياً على الأقدام أقرب الى الحقيقية.. دكتور الترابي يريد اللعب في الزمن بدل الضائع مع وجود إصابات عميقة من شأنها التاثير على نتيجة المباراة.. ماذا تنتظرون من شعب هذا البلد الذي تلاعبتم به كثيراً ومزقتموه الى أشلاء يصعب جمها.. واليوم يريد مؤسس الحركة الإسلامية( المنحلة) أن يبدأ المشوار من حيث انتهى.. الشعب أصبح أكثر وعياً وإدراكا لما يدور في الساحة السياسية.. والآن بدأ يستجمع صفوفه التي شققتموها ويستعيد عافيته.. ولكم في فترة النقاهة التي يعيشها الشعب هذه الأيام.. أن تفعلوا ما يحلو لكم.. وإن غداً لناظره قريب.
صحيفة الجريدة
ت.إ[/JUSTIFY]