صارحت القاريء الكريم برأيي في اللغة الإنجليزية بوصفها لغة التواصل الدولي الأولى، إلى جانب كونها لغة الكمبيوتر ولغة الطيران الرسمية، وكي يصبح المرء وزيراً أو خطيراً لا بد له من الإلمام بتلك اللغة وكل الذين ارتقوا تلك المقامات كانوا من الناطقين بها. ولأنني أتمنى للقارئ الكريم كل خير فيما عدا عدم تسنم كرسي الوزارة، فإنني أدعو لتعلم الإنجليزية على وجه السرعة وبهذه الطريقة المبتكرة مضمونة النتائج. ليس ضرورياً أن تعرف كل كلمة تفوه بها الأمريكان والبريطانيون لتكون ملماً باللغة الإنجليزية وفى اعتقادنا أن هنالك ثلاث كلمات أساسية إذا تعلمها الرجل أو المرأة فإنه «إنها» يكون مستعداً لمواجهة الألفية الثالثة التي بقي عليها مائة يوم عند كتابة هذه السطور.. والواقع أن هنالك ثلاث كلمات إذا تعلمها الإنسان صار في عداد الناطقين واستطاع أن يبرهن على أنه إنسان متحضر له كامل الحق في أن يعيش القرن.. ويتمتع بخيراته التي يعجز عن وصفها اللسان. ولكنها كلمات شديدة الصعوبة ولا يقوى عليها إلا أولو العزم من أهل الثقافة الراقية الرفيعة. وإليك مصداق ما أقول.
الكلمة الأولى هى «آي دونت نو» ومعناها لا أدري. وهي كلمة سهلة النطق كما ترى ولكن كثيراً من الناس يحيا ويموت وينتقل من ألفية إلى ألفية دون أن يستعملها. وقد عرف فضلها إخوتنا العرب فقالوا «لا أدري ترفع من قدري»، وعرف قدرها قدماء الفقهاء المسلمين فقالوا «لا أدري نصف العلم»، وكتب إيليا أبو ماضي أشهر قصائده بعنوان«لست أدري» وهي العصماء التي يقول فيها «جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت. ولقد أبصرت قدامي فيلاً فاختبيت». وبإمكان هذه الكلمة السحرية أن تخرجك من أشد المآزق وأفظع الورطات فلا تتردد فى الإكثار من استعمالها فهى دليل العقل الكبير والفهم العميق لبلاوي الدنيا وصرف الزمان.
الكلمة الثانية هي كلمة «بيرهابس»، وكما تعلم معناها ربما. وهي كلمة سحرية بشكل مؤكد وهي الدليل على أنك توزن الكلام قبل أن تقوله. فإذا رأيت شخصاً يحمل موبايل فلا تستعجل الأمور وتقول إنه من الوجهاء ولكن قل ربما كان هذا الشخص من الوجهاء، وبذلك تحتاط للاحتمالات الأخرى الكثيرة، فقد يكون استلفه ولكن بصورة نهائية من الوجيه الحقيقي. وإذا تقدم نحوك وقال إن لك ولا شك قريباً في الظهران وعرض عليك أن تكلمه من ذلك التلفون بالمجان فقد يكون مجنوناً أو يكون النبي الخضر وذلك احتمال بعيد. ولذلك وجب أن تحتاط وتستعمل كلمة ربما التي لا تكلفك شيئاً وتحفظ لك مقامك بين الناس. وأكثر من ذلك فإن استعمالك كلمة ربما يعني أنك تتحدث الإنجليزية وهذا شيء ينفعك فى زمانك ودنيتك.
أما الكلمة الثالثة والأخيرة فقد اختلف فيها علماء اللغات فقال بعضهم هى«رابيش» ومعناها هراء؛ وقال آخرون بل هي«قيرارا هير» ومعناها أطلع من دول». وقال آخرون لا هذا ولا ذاك فهى(….)التي لا يمكن كتابتها على صفحات الصحف.
والآن إلى تمرين بسيط. هل تؤيد حرية الصحافة؟آي دونت نو. ما لونك السياسي؟قيرارا هير. هل تريد تأشيرة خروج؟يس يس يس. وكان أفضل أن تقول ربما ولكن ظروفك معروفة ومقدرة .
محمد المكي إبراهيم
صحيفة الإنتباهة