عبدالباقي الظافر: سيادة الرئيس أنصف هؤلاء..!!

خلال زيارتي الأخيرة للولايات المتحدة في شهر مارس الماضي، كان علىَّ أن أقوم بتجديد رخصة القيادة.. ذهبت للمكتب المحدد ومضت الإجراءات في انسياب تام.. الخطوة الأخيرة كانت أخذ صورة شخصية.. حينما وصلت إلى (الاستديو) الملحق بمركز الترخيص لفت نظري أن كل الشباب العاملين كانوا من أصحاب الاحتياجات الخاصة.. من ورائهم مشرف يتدخل في حل الإشكالات الطارئة الناتجة معظمها من عدم قدرة بعض هؤلاء الشباب في التواصل مع طالبي الخدمة.. حينما انهيت معاملتي أدركت أن توظيف هذه المجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة كان بمثابة تمييز إيجابي لشريحة تستحق الإنصاف.
تابعت باهتمام كبير المعركة التي يخوضها مجموعة من ذوي الاحتياجات كانت قد قدمت لوظائف وزارة العدل الخاصة بتعيين مستشارين.. نحو سبعة من هؤلاء كانوا قد اجتازوا الامتحان العملي الذي أعدته الوزارة.. عند انتهاء المعاينات المباشرة التي تعتمد على السمع والشوف رأى مسئولوا الوزارة أن لا أحد من هؤلاء يستحق الصعود لبرج وزارة العدل الفارهة في شارع الجمهورية.. شريحة أصحاب الاحتياجات الخاصة تعتمد على نص قانوني خصص لهم نسبة ٢٪ من الوظائف كتمييز إيجابي .
المجموعة المغبونة لجأت لوزارة الرعاية الاجتماعية تحمل بين يديها مظلمة.. وزير الدولة بوزارة الرعاية وعد بالاتصال بوزارة العدل لتسوية القضية.. لم ينجح الوزير في مسعاه بعد أن أصرت وزارة العدل على رؤيتها التي تفتقر الروح الإنسانية.. اضطر هؤلاء الشباب إلى تنظيم وقفة احتجاجية يوم الأربعاء الماضية، حيث وقفوا أمام برج وزارة العدل، مسنودين بعدد كبير من المواطنين المتعاطفين وتغطية كثيفة من وسائل الإعلام.. المجموعة المتظلمة قررت تنظيم وقفة احتجاجية أمام قاعة الصداقة يوم الإثنين القادم حتى يسمع صوتهم السيد رئيس الجمهورية، الذي سيخاطب زملائهم أصحاب الحظ السعيد في نيل الوظيفة الغالية.
في تقديري ربما لوزارة العدل منطق ما في إصرارها على تجاهل المطالب الإنسانية لشريحة تستحق الإنصاف.. البداية الصحيحة تقتضي أن تصدر وزارة العدل بيانا يحمل وجهة نظرها في القضية.. محاولة الوزارة تجاهل القضية يزيد من إحساس هذه الشريحة بالإهمال والتهميش.. إلا أن الأهم من ذلك التعامل بروح القانون.. هؤلاء الشباب ظروفهم الخاصة تقتضي عدم التعامل معهم بذات المعايير العامة.. مثلا كفيف البصر لا يجد ذات الفرصة في الاطلاع كالذي ينعم بنعمة البصر.. من هذا المنطلق جاءت فكرة التمييز الايحابي لهذه الشريحة.
في تقديري أن الظروف قد هيأت سانحة جيدة للسيد رئيس الجمهورية.. حينما يهم الرئيس بدخول قاعة الصداقة يوم الإثنين المقبل سيجد هؤلاء الشباب في وقفة احتجاجية.. أسوأ سيناريو سيحدث التعامل مع هؤلاء المواطنين باعتبارهم منظرا يكدر الزيارة الرئاسية.. فيتم منع الوقفة في هذا التوقيت.. الأفضل للرئيس أن يطلب من هؤلاء ومناصريهم دخول قاعة الصداقة للاستماع لأخبار جيدة.. من داخل القاعة يوجه رئيس الجمهورية باستيعاب السبعة الناجحين.. هذه الخطوة ستقلب الموازين وتحسب في صالح الرئيس البشير.

عبدالباقي الظافر- التيار

Exit mobile version