الطيب مصطفى: هل يُعقل يا وزيرة التربية؟!

لم أستغرب البتة اكتشاف مواطنة أو باحثة في ولاية الجزيرة لا تمت إلى وزارة التربية بصلة إلى خطأ في منهج القرآن الكريم الذي يدرس لطلاب الصف الأول الثانوي، ولن أدهش البتة من حدوث الغرائب والعجائب في بلاد الغرائب والعجائب فكل شيء جائز بعد أن طال التردي والانهيار كل أوجه الحياة سواء في الشأن السياسي أو الاقتصادي أو الأمني أو التعليمي أو الصحي.

يا سبحان الله! إذا كان ذلك يحدث في التعامل مع كتاب الله تعالى فكيف ببقية الكتب الدراسية؟

سؤال أوجهه إلى السيدة سعاد عبد الرازق وزيرة التربية والتعليم: من بربك المسؤول عن هذه الكارثة وهل نصدق أن هذا الكتاب خضع للمراجعة من قبل مؤسسات الوزارة وروجِع قبل أن يُدفع به إلى المدارس في شتى ولايات السودان؟

أتوقع من الوزيرة نشر بيان صحفي تعتذر فيه وتبيِّن الخطوات التي اتخذتها الوزارة لتصحيح ذلك الخطأ الكبير، بما في ذلك سحب الكتاب من المدارس واتخاذ الاجراءات اللازمة بحق المتسببين في ذلك الخطأ.

أقول للأستاذة سعاد وللقائمين على أمر التعليم إن الكتب الدراسية تعج بالأخطاء وسأورد قريباً بإذن الله نماذج من تلك الأخطاء في مقرر اللغة العربية لبعض الصفوف.

مشكلة حقوق التجار الشماليين بدولة جنوب السودان

لطالما كتبتُ عن مشكلة ممتلكات التجار الشماليين الذين عادوا إلى وطنهم (السودان) بعد أو قبل انفصال الجنوب جراء تداعيات ذلك التغيير في علاقة الشمال والجنوب.

نظم التجار الشماليون أنفسهم في شكل اتحاد يرعى حقوقهم وقد تابع كل من الأخوين صديق كوراك ومحمد جابر المدير تلك المشكلة، وعقدا كثيراً من الاجتماعات مع المسؤولين في الشمال والجنوب تمخض عنها بعض الحراك الإيجابي إلا أن عددًا كبيرًا من التجار لا يزالون ينتظرون استرداد حقوقهم أو تعويضهم.

أشعر بالمرارة التي يحس بها الكثير من التجار وأرى ذلك في وجه جاري أحمد كالو الذي تجاوز عمره الثمانين عاماً قضى معظمها كدحًا ونصباً في جنوب السودان ولا يزال ينتظر إنصافًا يعوضه عن شقاء السنين التي قضاها مغتربًا عن الأهل والولد بعد أن فقد ممتلكاته التي سهر عليها عمرًا طويلاً.

إني لأرجو من سفيرنا بجوبا د. مطرف صديق ومن الوكيل الهمام عبد الله الأزرق إيلاء حقوق رعاياهم في الجنوب الاهتمام الكافي ويسرني أن أترك المساحة التالية للأخ بشرى محمد عبد الحي منسق لجنة التجار الشماليين بدولة جنوب السودان، ليعبر عن مشكلتهم ويخاطب المسؤولين راجياً النظر في حلها.

السيد / الطيب مصطفى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بكل التقدير والاحترام نخاطبكم وكلنا أمل في أن تجد مذكرتنا ومظلمتنا معكم كل الاهتمام وذلك بعد أن طرقنا كل الأبواب وكتبنا في كل الصحف ولا نخفي عليكم الأوضاع المتردية التي وصلت إليها دولة جنوب السودان، حينما كان الجنوب جزءًا لا يتجزأ من السودان وكان هناك نفر كريم من أبناء شمال السودان يديرون جميع الأعمال التجارية وهم الذين وضعوا وأسسوا البنية الاقتصادية لجنوب السودان حيث كانوا هم المستثمرون الحقيقيون في ذلك، وكانت لهم اليد الطولى في توفير كل معينات الحياة ويعتمد عليهم كل جنوب السودان اقتصادياً وتجارياً.

أثناء فترة الحرب وبعد توقيع اتفاقية السلام الشامل 2005م كان هؤلاء التجار الشماليون أكبر داعم لعملية الاقتصاد حيث كانوا يمتلكون الآلاف من العقارات والمحلات التجارية، وأثناء الحرب وبعد توقيع اتفاقية السلام وبعد أن صار الجنوب دولة مستقلة تردَّت الأوضاع بالنسبة للتجار الشماليين وفقدوا كل ما يملكون من عقارات وأموال، وهناك كشف مفصل بالأسماء والأضرار حيث بلغ عدد المتضررين من مناطق (ياي، يامبيو، مريدي، رمبيك، توريت، كبويتا، قوقريال، البيبور، كايا) (1013) وبلغ عدد المنازل (938) والدكاكين (1258) والمزارع (8).

ولقد اجتمعت لجنة التجار الشماليين بوكيل وزارة الشؤون القانونية بحكومة جنوب السودان في 18/9/2008 م ولكن لم يسفر ذلك الاجتماع عن حل للمشكلة. وبعد أن أصبح الجنوب دولة ذات سيادة أصبح الأمر أكثر تعقيدًا وإنا لنرجو من سيادتكم مخاطبة السادة المسؤولين بغرض حل مشكلتنا بالنظر إلى أننا نعاني أوضاعاً مأساوية بعد أن فقدنا شقاء السنين وعدنا بخفي حنين.

ولكم جزيل الشكر

بشرى محمد عبد الحي دفع الله

الصيحة

Exit mobile version