تزايد نسبة سكري الأطفال.. دق ناقوس الخطر

[JUSTIFY]مرض السكري من الأمراض الأكثر انتشاراً بين جميع الفئات العمرية فيمكن أن يصيب طفل في عمره الأول ولهذا اعتبرته جمعية الأمم المتحدة من الأمراض الأكثر تفشياً في العالم وأكثرها والمكلفة مادياً وجعلت 14 نوفمبر يوماً عالمياً لهذا المرض، وتم اختيار هذا اليوم لأنه يصادف يوم ميلاد مكتشف الأنسولين فريدريك بانتنج تكريماً له. وحسب ما أصدره الاتحاد الدولي للسكري أنه يقدر بأن هذا المرض يؤثر على «200» مليون شخص في العالم ويتوقع أن يرتفع هذا إلى «333» بحلول العام 2025 وعلى حسب تقرير مركز جابر أبو العز الذي كشف أن تفشي مرض السكري وسط الأطفال بلغ «5%» من جملة المرضى المسجلين في المركز وحده الذين بلغوا ستة آلاف مريض داخل ولاية الخرطوم، كذلك تقرير وزارة الصحة الذى وضح تزايد نسبة سكرى الاطفال فى الفترة الاخيرة.

أطفال مصابون بالسكري
محمود الذي أنهك السكري جسده الصغير يجلس على أمه تبدو عليه علامات الإعياء، فقالت والدته إنه أصيب منذ أن كان عمره أربع سنوات وشكل هذا صدمة كبيرة عليها في البداية ولكن مع مرور الوقت تأقلمت مع الوضع ولكن تجد نفسها تبكي بحرقة دون أن يراها أحد عندما يبكي هو ويظن أننا لا نريد أن نعطيه المال لشراء الحلويات مثل أشقائه وهو لا يعلم أن مرضه هو السبب وليس نحن.
وهو أيضاً ما قالته والدة صفاء التي تكابد مع ابنتها من أجل المحافظة على صحتها وعدم تناولها للسكريات المختلفة حيث تقول أعاني الأمرين مع ابنتي المصابة بالسكري خاصة في الجانب المتعلق بعدم تناولها للسكريات، ففي كل لحظة تغيب عن عيني فيها أظن أنها سوف تتناول شيئاً يحتوي على سكر ولهذا لا أترك شيئاً يحتوي على سكر قريباً منها فحدث أن تناولت سكري بكميات كبيرة عدة مرات، مما جعلها تفقد الوعي الشيء الذي تسبب لنا بالهلع.

وقالت سعاد والدة الطفل هيثم ذو الثمان سنوات ومصاب بالسكري، سكري الأطفال أخطر بكثير من الكبار لان الشخص الكبير والراشد يعي جيداً مخاطره ويستمع لنصائح الطبيب ويحافظ على صحته، فزوجي أيضاً مصاب بهذا المرض ولكن يحافظ على صحته بالتزامه الشديد بالإرشادات الطبية، ولكن ابني ما يزال صغيراً ولهذا يتعرض كثيراً للمخاطر خاصة عندما يذهب للمدرسة فهو يتناول الحلويات، الشيء الذي يزيد من حالته سوءاً خاصة وأنه يجد الفرصة بعد أن يغيب عن ناظري.
أما مرح التي ربما تكون أكبر بقليل من سابقيها فهي في الثالثة عشر من عمرها قالت بكلمات قليلة عندما كنت أصغر قليلاً أريد أن أتناول الآيسكريم والحلويات والبسكويت مثل بقية زملائي، وكنت أشتهي كل ما هو لذيذ، ولكن الآن أدرك مدى الخطورة من تناول تلك الأشياء وألتزم بنصائح الطبيب وأتمنى في المستقبل أن يجدوا علاجاً فعالاً له حتى أستطيع تناول ما أحب من الحلويات والعيش بطريقة طبيعية.

كيفية المعاملة مع الطفل المصاب
لم يجد الأطباء سبباً أساسياً للإصابة بمرض السكري فهناك الكثير من المسببات مثل السمنة، والغذاء غير الصحي، والمضادات الحيوية، خاصة عندما يتناولها الطفل في وقت مبكر من عمره، حيث وجد الباحثون أنها قد تتسبب في تدمير خلايا البنكرياس المنتجة للانسولين ولهذا يجب لا يتخوف الوالدان أن تكون معاملة الأهل للطفل المصاب بداء السكري طبيعية جدًا، إذ أن الصحة النفسية للطفل تعتمد نوعاً ما على نوعية انفعال الوالدين ومداه وآلية تربيتهم. وعلى الوالدين تجنب الخوف الزائد والإفراط في تدليل الطفل بحجة أنه مريض، لأن هذا يوجد لديه نوعاً من التوتر النفسي. بل على العكس يجب أن نولد فيما بينه وبيننا جواً من الود والتفاهم. فتعامل الأهل وكذلك الفريق المعالج يعتبر من الأركان الأساسية للتحكم والتعايش بأمان مع السكري وأيضاً عدم الوقوع في المحظور فيما يتعلق بالعلاج البلدي والتداوى بالأعشاب لأنها يمكن أن تكون لها أضرار جانبية لا يتحملها الطفل،
أما ما يتعلق بعلاجه هناك علاج سريع كأن يأخذ المريض عصيراً محلى أو قطعة من السكر أو ثلاث حبات من التمر أو أخذ وجبة طعام كاملة أو إسعاف المريض إلى أقرب مستشفى لأخذ سائل السكر.

أما العلاج المعتاد فإنه يعتمد على أخذ الوجبات الرئيسية بانتظام دون تأخر وأخذ وجبة خفيفة قبل الرياضة مع عدم ترك الوجبات الخفيفة الثلاث. هذا إلى جانب التأكد من جرعة الدواء قبل تناوله.
إن تغذية مرضى السكر من «النوع الأول» ليس أمراً صعباً سواء من حيث استيعاب نوعية الغذاء أو تطبيقها على مريض السكر، فالمريض يستطيع تناول غذاء يتناسب مع احتياجاته وعاداته الغذائية حال حصوله على المعلومات الأساسية التي تجعله قادراً على اختيار غذائه بنفسه، بعد أن يحدد له الطبيب كمية الأنسولين وكذلك اختصاصي التغذية الغذاء المناسب يومياً، وهذا لا يعني منع المريض من السكر أوالنشويات المعقدة كالبطاطس والموز. فمن حقه تناول الأطعمة المتنوعة بعد تحديد الكمية، وهذا ما يسمى قائمة البدائل. لذا يجب على الأهل ألا يحرموا طفلهم المصاب من الأطعمة الموجودة في قائمة البدائل مع إبعاده عن «الحلويات والفشار والشيبس والمشروبات الغازية» لأنها تضره ولا تفيده.
ولعل مشكلة الطفل مع الحمية الغذائية تبرز واضحة، كأن يأكل أكثر أو أقل من الكمية المحددة. وهنا يأتي دور الأهل في إقناعه. ويجب أن نعرف أن لكل طفل كمية سعرات حرارية خاصة به، تتم ترجمة هذه السعرات إلى أطعمة متناولة، ويعتمد هذا الأمر على عمر الطفل أو وزنه أو طوله وجنسه وكذلك نشاطه. والهدف من هذا منع حالات هبوط السكر والتحكم فيه عند مستوى سكر الدم.

كتبت:صديق علي
صحيفة الإنتباهة
ت.أ

[/JUSTIFY]
Exit mobile version