الفضول في المجتمع .. عندما تختفي فضيلة ترك ما لا يعنيك

[JUSTIFY]كثرت في الآونة الاخيرة بعض الظواهر الاجتماعية السالبة التي بدأت تظهر علي السطح في مجتمعنا الشرقي، وانتشرت حسب الظروف التاريخية وافرازاتها وتأثيرها في المجتمع.. انها ظاهرة الفضول.. وهي من المشكلات الاجتماعية والاخلاقية المزمنة المنتشرة في المجتمع منذ القدم، ومازالت الظاهرة السالبة في مجتمعنا تشمل الرجال والنساء وحتى الاطفال، وهم الفئة الاكثر خطورة فى نقل «الشمارات » والفضول بوجودهم الدائم تحت لمة اهاليهم، ويعتبرون الاكثر تصديقاً عند نقلهم له، مما يثير الكثير من الخلافات بين الاسر والجيران.
«الإنتباهة» أجرت استطلاعاً حول هذا الموضوع وختمت بحديث علم النفس.

اقتحام خصوصية
في بداية الاستطلاع تحدثت رجاء ابراهيم «ربة منزل» وقالت: في نظري الشخصي الذي لا يحترم خصوصية الآخرين شخص ضعيف، وحب الاستطلاع او الفضول يتأرجح بداخله، وقالت وهى تصف حالها: لقد عانيت كثيراً من هذه الظاهرة كوني مطلقة، ففي بداية طلاقي بقيت في المنزل وكنت لا أخرج بسبب نظرة المجتمع لى كسيدة مطلقة. وفي بداية طلاقي تهافت الفضوليين لمعرفة سبب طلاقي، وفي بعض الأحيان على سبيل المثال يتم طرح السؤال: «لماذا لم تتزوجى مره اخرى؟» وماذا بخصوص الاولاد؟ وغيرها من الاسئلة المحرجة، واضافت قائلة: لقد حاولت الابتعاد عنهم لانى اعتبرهم بهذا الفضول يقتحمون حياتي الخاصة.
كما توافقها الرأي «ريم أحمد »«موظفة» وتقول: كثيرا ما تصلني الاقاويل التي يتحدث بها الآخرون عني، ولكني لا اعطيها اهمية كبري لأنى اعتبر ذلك نوعاً من عدم الوعى بل اعتبره مرضاً نفسياً يجدون راحتهم فيه بالتدخل في خصوصيات غيرهم، وفي مواصلة حديثها قالت: ان هنالك بعض الافراد يجدون من السهل التدخل في شؤون الآخرين وفي حياتهم الخاصة وابداء النصائح والمواعظ دون ان يطلب منهم ذلك، واصبحت هذه الأمور تتداول وتناقش عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ويتسبب نشر الاخبار دون رضاء صاحبها فى زرع الحقد والكراهية بين الناس التي يسعى البعض الى بثها وترويجها بين البنات. واضافت قائلة: هذا يدل على عدم تحضر البعض الذين اصابهم الفضول، ويقلل ذلك من قيمتهم ومستواهم، وتلعب البيئة التى يعيش فيها الانسان دوراً كبيراً فى تلك الناحية.

وفاء يوسف «إعلامية» قالت: الفضول من الاشياء او الصفات غير الجميلة بالنسبة للانسان، وتقلل من شخصية الانسان، واحياناً يؤدي الى ازعاج كثير من الاشخاص، والشخص الفضولي يعتبر «ظريفاً» ولكن العكس تماماً، واضافت قائلة: ان الشخص الفضولى غير محبب وينفر منه الاشخاص بسب تدخله في ما لا يعنيه، ومن المفترض ألا يتدخل الإنسان الا اذا طلب منه ذلك. وهذه الصفة تزعجني كثيراً.
«أ.ح» موظفة تقول عن الفضول: إنه نوع من التطفل على حياة الآخرين، وانا لا احب الفضوليين واعتبرهم ثقيلين على قلبى، لأن للانسان اشياءً لا يحبذ أن يعرفها الآخرون، او لا يحب نشرها، وبالتالى يمكن من خلال الفضولى نقلها عبر الألسن مما يتسبب فى الكثير من المشكلات التى لا نهاية لها، واضافت قائلة: يجب على الانسان العاقل ان يتصف بالاتزان وألا يتدخل فى شؤون الغير ما لم يطلب منه ذلك، وان يحافظ على شخصيته ليحفظ مكانته.

رأي علم النفس
ويرى محمد عبد الرحمن استاذ علم النفس ان الفضول آفة من آفات النفس البشرية ومرضاً من امراضها يدفع صاحبه قسراً لاكتشاف خفايا حياة الناس واستطلاع احوالهم ومن ثم التحدث بها امام كل الناس، مما يؤدي الى هتك حرمات الناس وجرح كرامتهم، والشخص الفضولي قد يزعج عدداً من الأشخاص بالتدخل في شؤونهم بالاسئلة المزعجة ويعاتبهم، ويعتقد الشخص الفضولي هذا حقاً من حقوقه وأمراً طبيعياً، وأضاف قائلاً: فهو بهذه الضجة يهدم السعادة الاجتماعية والحياة الشخصية واستقرار الآخرين.

عائشة الزاكي
صحيفة الإنتباهة
ت.أ

[/JUSTIFY]
Exit mobile version