ربما من يستمع لأغاني فيروز، من قشورها، لن يعي أن أغانيها من شدة أثرها لأرواح الكثيرين، غيّرت ما لم يكن لغير «فيروز» أن يغيّره.
– دعمت المقاومةحرب تشرين التحريرية، هكذا سميت حرب أكتوبر في سوريا التي شهدت المعارك بالتزامن مع العبور في مصر على الجبهة في الجولان، تملأها ألسنة اللهب وتراب المعركة وفوارغ الطلقات وصوت فيروز.
ووسط ذلك كله جاءت أغنية «خبطة قدمكم» التي لازمت القوات السورية في معاركها، حيث كان لا يمر انتصارًا أو تقدمًا على العدو إلا ويوثّق بتلك الأغنية.
أما أغنيتها «بحبك يا لبنان»، فرافقت بلدها خلال جميع ما مر به من أزمات، وكأن فيروز غنتها من البداية لتكون أيقونة للوطنية والمقاومة.
أما «زهرة المدائن» التي غنتها فيروزة لبنان للأراضي المحتلة، فلخصت جميع معاني الشوق والحنين والغضب والمقاومة، وأصبحت أشهر الأغاني المرتبطة بالقضية الفلسطينية.
– أثرّت اللغة العربيةناو كوياسو، هي مغنية صينية، تعلمت العربية، يمكن أن يكون شيء عادي، لكن غير العادي أنها تعلمتها خصيصًا، لتغني لفيروز، فتصوّر صينية تغني «أعطني الناي وغني»، تلك الأغنية الثقيلة الطراز، بشكل متقن أكثر من كثيرين لغتهم الأم هي العربية.
– هزمت الزهايمرتقول حنان قصاب، عميدة المعهد العالي للفنون المسرحية بسوريا، أن والدتها سيدة عجوز، مصابة بمرض «الزهايمر»، لا تتذكر شيئاً عدا أغاني فيروز، التي تعتبر الشئ الوحيد الذي يربطها بالواقع.
– داوت قلب «حيدر»كما أن الشاعر طلال حيدر، الذي كان مقبلٌ على جراحة خطيرة في القلب، فقد أصرّ أن يصاحبه صوت فيروز داخل غرفة العمليات، وكأنّه صوتها هو ما يشفي قلبه، ومرّت العملية بسلام، وقال «حيدر» أن صوتها هو ما أنجاه من بعد الله، وأيادي الأطباء.
– هدت الباحثين عن هويةأما أستاذ علم النفس جمال حافظ، فاستخدم أغاني فيروز في علاج المرضى، وخصوصًا الذين يعانون من مرض «البحث عن الهوية»، وكأن صوت فيروز، من عمق ما ينفُذ إلى الروح، يمكن أن يعالجها.
[/JUSTIFY]
م.ت
[/FONT]